الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:١٢ صباحاً

اليمن إقطاعية حوثية

نبيل سبيع
الثلاثاء ، ١٠ فبراير ٢٠١٥ الساعة ٠٨:٥٠ صباحاً
طلب عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير من القوى السياسية أن تتعاطى بكل مسؤولية مع الإعلان الدستوري "لأن الإعلان الدستوري أرسى قواعد حكمية وقوالب صحيحة تتسع للجميع"، وقال إنه يريد للمجلس الوطني "أن يكون مؤسسة وطنية بكل ماتعنيه الكلمة وليس فقط إقطاعية لحزب هنا أو لحزب هناك".
انظروا الى أبرز "القواعد الحكمية والقوالب الصحيحة التي تتسع للجميع" والتي أرساها هذا الإعلان!
الإعلان الحوثي سلَّمَ مايلي لِمَنْ يلي:
- سلَّمَ سلطة رئاسة وإدارة الدولة بالكامل للجان الثورية التي يرأسها "أبوأحمد الحوثي"!
- وسلم المجلس الوطني الذي يريده الحوثي بديلاً للبرلمان ليحيى الحوثي (الذي بدأ في استقبال أسماء أعضاء البرلمان الراغبين بالانضمام الى المجلس الوطني)!
- وسلم الجيش، الذي وصفه الحوثي في خطابه بـ"الجيش الوطني العظيم"، لعبدالخالق الحوثي (ومساعديه: يوسف المداني وأبوعلي الحاكم)!
وهذه ليست سوى العناوين الرئيسية لكيف حول وسيحول "الإعلان الدستوري" الدولة اليمنية الى "إقطاعية حوثية".
يقول الحوثي إن "مصلحة هذا البلد فوق كل الاعتبارات، فوق المصالح الحزبية الضيقة أو المناطقية الضيقة"، ويسلِّم الدولة كلها لأخوته ودائرته العائلية الضيقة!
ويقول إنه يريد للمجلس الوطني "أن يكون مؤسسة وطنية بكل ماتعنيه الكلمة وليس فقط إقطاعية لحزب هنا أو لحزب هناك"، ويسلّمه لأخيه يحيى!
المجلس الوطني باين من عنوانه ياعبدالملك الحوثي، وعنوانه يحيى أخوك.
و"الجيش الوطني" باين من عنوانه، وعنوانه عبدالخالق أخوك.
و"الدولة الوطنية العادلة" التي تعدنا بها باينة من عنوانها، وعنوانها "أبوأحمد الحوثي"، وأنت من فوقه وفوق الدولة: السيد الإقطاعي العظيم، بل الإقطاعي الأعظم. فقد حوّلتَ بإعلانك الإنقلابي رئاسة الدولة والدولة ككل الى "إقطاعية حوثية"، حولت "الدولة الوطنية" إلى "الدولة الإقطاعية"، والمجلس الوطني الى "المجلس الإقطاعي"، و"الجيش الوطني العظيم" الى "الجيش الإقطاعي العظيم"، وهكذا..
تخاطبنا بـ"الشعب اليمني العظيم"، لكن كل أفعالك تصرخ في وجوهنا: أنتم شعب مسكين! نحن نعرف ياعبدالملك الحوثي: لسنا في نظرك "الشعب اليمني العظيم" بل "الشعب اليمني المسكين"! وأنت وأخوتك وأفراد عائلتك وحدكم "العظماء"، وحدكم "الإقطاعيون العظماء".
أما إعلانكَ فليس "إعلاناً دستورياً" ولايبدو حتى "إعلاناً إنقلابياً"، لأن الإنقلابات لاتضع كل سلطات الدولة دفعةً واحدة في يد عائلة واحدة على هذا النحو منذ البداية.
وإذن، ماهو إعلانكَ بالضبط ياعزيزي؟
إنه إعلان إقطاعي.

* من حائط الكاتب على موقع فيس بوك