السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:١٢ مساءً

إيران وأدواتها والانشغال بجيران اليمن

ياسين التميمي
السبت ، ٢١ فبراير ٢٠١٥ الساعة ١٢:٣٠ مساءً
المظاهرة التي سيرها حلف الانقلاب الطائفي اليوم بصنعاء، لا تدل سوى على شيء واحد هو أن إيران بدأت تستخدم أدواتها، ومخالب القط التي أعدتها في صنعاء، لإيذاء المخالفين عقائدياً، وإزعاج الجيران الإقليميين وعلى وجه الخصوص المملكة العربية السعودية، التي لم تفكر حتى اللحظة في سحب وديعتها المالية في البنك المركزي اليمني البالغة مليار دولار، والتي لا تزال تشكل غطاء حيوياً للريال يمنعه من السقوط والانهيار وتعرية هذا الحلف وعجزه وبؤسه.

ورغم أن المظاهرة رفعت الشعارات المعتادة بشأن معاداة أمريكا وإسرائيل ولعن اليهود، إلا أن تلك الشعارات لم تكن سوى غطاء وتمويه للهدف الأساسي والأهم الدول الخليجية وبالأخص المملكة العربية السعودية. لقد كان تركيز منظمي هذه المظاهرة منصباً على الشقيقة السعودية، باستخدام أسلوب الخطاب الغوغائي الانتهازي نفسه، الذي يضع الوطن ومصالحه رهن الابتزاز السياسي لأطراف ما فتئت تقاتل من أجل أن تستأثر بالسلطة ومن أجل أن تكرس حالة التغول الطائفي في مؤسسات الدولة على حساب المواطنة المتساوية والشراكة والأمن والاستقرار.

الحلف الانقلابي بطرفيه:صالح والحوثي، يتحملون بالتساوي المسئولية الكاملة عن التحريض الذين يقومون به ضد الجيران وهذه المحاولات المكشوفة لاستثارة الوطنية اليمنية، وتوجيهها نحو أهداف خاطئة، في إطار جهد يتوسل الابتزاز والابتزاز وحده سبيلاً لترسيخ الأمر الانقلابي الواقع الذي أسسوه في صنعاء.

هذا النوع من الابتزاز بلغ حده بتلك الشعارات التي لا تعبر عن أية مسئولية، خصوصاً ما يتعلق منها بإعادة فتح ملف الحدود الذي أغلق باتفاقات وقعها البلدان، وتم إيداعها الأمم المتحدة.

لطالما لعب هذا الحلف متحداً أو منفرداً على هذا الوتر، في استعادة دورية ممجوجة لاسطوانة سئمناها وبلغنا حد القرف من تكرارها، من هذا الحلف الذي كان طرفاً في تسوية الوضع الحدودي مع المملكة العربية السعودية، سواء في عهد الإمامة الذي يشكل الحوثي امتداداً لإرثها المتخلف، أوفي عهد الرئيس المخلوع، بما لا يدع مجالاً للمناورة في قضية حسمت في نظر القانون الدولي.

ما أراه هو أن إيران تسرعت كثيراً في استخدام أداتها القذرة في اليمن، خدمة لمصالحها ولمساعيها المستمرة في تعكير أجواء الأمن والاستقرار في المنطقة، لدوافع مذهبية صارخة.. والمفارقة أن الدعوة الإسلامية إذ تنشط بشكل كبير في كل أنحاء العالم تقريباً، بدعم من الدول الخليجية والميسورين فيها، وتحقق اختراقات مهمة، نجد إيران والحوزات الشيعية التي تلف في فلكها، ماضية في التبشير بعقيدتها الفاسدة في العالم الإسلامي نفسه، وفي بذر الشك لدى أولئك الذين دخلوا الإسلام حديثاً، بدافع انتقامي يتغذى من وعي مشوه بشأن الأحقية في الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

على الذين أخذهم الحماس في مسيرة صنعاء أن يتأكدوا أن هذا الحلف الانقلابي العقيم، ليس بوسعه أن يخوض حرباً خارجية، وكل ما في الأمر أنه ماضٍ برعونة نحو إغراق البلاد في حرب أهلية، تبدو ملامحها واضحة للعيان، ومؤشرات اندلاعها لا يُخطئها عقل متابع ولا تعمى عنها عين صحيحة. هؤلاء وقود دمار وخراب وفرقة وتمزق، غربان تنعق في شوارع صنعاء، وتبشر بمزيد من البؤس واليأس والتمزق والضياع.