السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٠٦ مساءً

لماذا تم تهريب هادي ؟

عبد الخالق عطشان
الأحد ، ٢٢ فبراير ٢٠١٥ الساعة ٠٦:٤٧ مساءً

مقال: أهنئ هادي بسلامته لا لتهريبه فقد كفلت الشريعة السماوية حرمة دمه هو وجميع أهله وهذا مايهمني من حادثة 21فبراير2015 الشهيرة ليلة تهريب هادي وقد شغَلت حادثة تهريب هادي الداخل والخارج وتداولتها الألسن والأقلام من زوايا مُتعددة وبلغات ولهجات متنوعة ولم يصل الجميع إلى رواية واحدة متواترة مشهورة لطريقة خروجه وانقسموا أيضا إلى ما سيترتب على خروجه من أحداث وهنا المغزى وبيت القصيد والبغية والمراد.

كمواطن عادي ما الذي يهمني من خروج هادي ووصوله إلى دار الهجرة ومقر المعتكفين السياسيين ( عدن) هل سيتحقق ما يصبو إليه كل مواطن من السير في خطوات بناء الدولة المدنية الحديثة القائمة على الثوابت الدينية والوطنية الهادفة وإلى تحقيق الاستقرار والرخاء والأمن والاستقلال والتحرر من قيد المستعمر القريب والبعيد ؟ هل هذه الامور كلها في أولويات هادي حينما وصل بحفظ الله وسلامته الى عدن ؟ من البيان الذي تم اعلانه ليلة البارحة و قيل أن من نظمه هادي وبنظرتي المتواضعة فقد اكتفيتُ بجملة منه : ( بطلان كل القرارات والتي اعقبت 21سبتمبر2014 ) للإستدلال على أن هادي لا يُعولُ عليه فيم نرجو فهادي مازال يستغفلُ هذا الشعب ويستحمرُ تلك المكونات السياسية والتي استبشرت بمقدمه الى عدن وهللت وأعلنت أنها مع شرعيته وضرورة الالتفاف حوله بعدما كان بعضها يلمحُ تأكيدا والبعض يُصرحُ جهارا أنه السبب الرئيس والأوحد لما تلى دماج من أحداث وصولا إلى سقوط صنعاء ووقوع الدولة تحت القبضة الحوثية، ما الذي يقصده هادي ببطلان تلك القرارات؟ هل يقصد أنه كان مغلوبا على امره ومكرها عليها وهو الرئيس القائل يوم اجتياح صنعاء : أن الأمور تحت السيطرة.

وهل يقصد أن القرارات التي كانت قبل 21 سبتمبر هي قرارات حكيمة وسديدة وان تهجير طلاب العلم في دماج واسقاط عمران واسقاط هيبة الجيش بتسليم اللواء 310 وقتل اللواء القشيبي كانت من مخرجات الحوار الوطني ومن مقتضيات الوفاق الوطني يومها وخطوة استباقية لقيام مبدأ الشراكة والسلم الزائفين .

لقد كشفت قصة تهريب هادي الأقنعة وظهرت الحقيقة في أضحى صورها وتبين أولئك الذين كانوا يقولون أن انتخاب هادي كان خطيئة وانه كارثة حلت على اليمن فلم تتهاوى الدولة وتترنح الجمهورية الافي عهده كونه الراعي الرسمي والمسؤول أمام الخالق والخلق وبمجرد وصوله عدن تبدلت الأقوال وتغيرت التصريحات وأصبح هو من سيتولى عودة الأمور إلى طبيعتها وإعادة هيبة الدولة وشرف الجمهورية المستباح مدللين بأن الأمم المتحدة معه والدول العشر معه وله الشرعية المعترف بها .. أو لم يتذكر هؤلاء (الجهابذة) أن كل أولئك الداعمين في الداخل والخارج لهادي كانوا حاضرين بل ومشاركين في كل المصائب التي حلت منذ توليه وحتى تهريبه.

أيها المتفائلون حدّ الإفراط إن وصول هادي إلى عدن لايعني أنه سيعلن عن قيام الخلافة الراشدة وقيام الدولة الإسلامية على منهاج النبوة بل ولن يعلن عن قيام دولة قومية أو اشتراكية تراعي حاجات المسحوقين وإنما الخارج مازال يرى في هادي حارسا أمينا لمصالحه وأن دوره في حراسة تلك المصالح لم ينتهي فلذلك ستواصل دعمه ورعايته حتى تحقيق وطرها إلا أن يكرم الله اليمن بمعجزة وكرامة الهية يكون هادي هو أسطورة التحرير والتغيير والبناء والتنمية لهذا الوطن فينفض غبار التبعية والارتهان ويمضي في ركاب الوطن.