الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٠٨ صباحاً

الرئيس الشرعي: خلاص اليمن في المبادرة الخليجية

الوطن أونلاين السعودية
الخميس ، ٢٦ فبراير ٢٠١٥ الساعة ١٠:٢٠ صباحاً
تقول كل المؤشرات إن الحوثيين فقدوا صوابهم بعد أن كسر الرئيس عبدربه منصور هادي الحصار المفروض عليه منهم ووصل إلى عدن، ليعلن رسميا تراجعه عن الاستقالة التي قدمها مجبرا بضغوط الجماعة الحوثية، ويعود بالتالي إلى ممارسة مهماته الرئاسية ويصرح علنا أن "كل الإجراءات التي اتخذها الحوثيون خلال الفترة الماضية باطلة، والأسباب واضحة ولا تحتاج تفسيرا".

ولذلك فإن ادعاءات الحوثيين بأن الرئيس هادي فقد شرعيته ويعد هاربا مثيرة للشفقة، فهم أسقط في أيديهم، فالضربة التي تلقوها قاصمة للظهر، وهدمت كل مخططاتهم التي بات عليهم إعادة بنائها من جديد، ولعلهم يصرحون عبثا ريثما تأتيهم تعليمات أسيادهم في طهران بكيفية التصرف. وعليه فإن تحذير الحوثيين من التعامل مع الرئيس هادي أو تلقي الأوامر منه لا يعدو كونه محاولة يائسة لفرض قرارهم على الجميع، غير أن واقع الحال يقود إلى أن الرئيس الشرعي له كلمته، وهناك من يتمسك به ممن هم خارج السيطرة الحوثية، وحتى أولئك الذين أوقعتهم ظروفهم في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون فهم لا يعترفون إلا بالشرعية، ولذلك اختطفت العصابات الحوثية أول من أمس رئيس وفد حزب الإصلاح في الحوار الوطني، ومنعوا أمين التنظيم الناصري من السفر إلى عدن ليلتقي بالرئيس. كما أن تهديد الحوثيين بمحاكمة الرئيس اليمني لا يندرج إلا ضمن محاولتهم اليائسة المشار إليها، خاصة بعد أن صوت مجلس الأمن بالإجماع على تمديد العقوبات على أطراف يمنية - منها قيادات حوثية - تحت الفصل السابع، كذلك فإن قصفهم معسكر الصباحة العسكري غرب صنعاء بأسلحة ثقيلة وقذائف من الدبابات لن يقدم أو يؤخر، فهم باتوا جسما غريبا وسط كتلة متجانسة توحدت على رفض وجودهم واعتسافهم السلطة، فالسلوكيات الإجرامية وتوجيه السلاح ضد أهل البلاد وتخريب مؤسسات الدولة ليست إلا محاولات لاغتصاب حقوق الآخرين وأراضيهم.

خلاصة القول، اليمنيون التفوا حول رئيسهم الشرعي، الذي أكد أن المبادرة الخليجية التي اتفق عليها كل الأطراف هي الأساس في حل الأزمة اليمنية، أما محاولة إجهاضها من قبل الحوثيين فلن تفلح، وكل ما أصدروه من قرارات خارج إطار المبادرة باطل، واليمنيون المخلصون قادرون على فرض إرادتهم شاء الحوثيون أم أبوا.