السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٥٧ صباحاً

خِسّة مشتركة..

سامي نعمان
الاربعاء ، ٠٤ مارس ٢٠١٥ الساعة ٠٦:٥١ مساءً
صدور قرار جمهوري بتعيين العميد ثابت جواس قائداً لقوات الأمن الخاصة، يحمل علامات بؤس وتعاسة وخسة هذا الرئيس وفهلوته، وعجز خياراته، خصوصاً أن جواس كعسكري محنك كان أولى بمنصب في قيادة منطقة عسكرية وليس في جهاز أمن أقرب للتعامل مع المدنيين والمهام الخاصة..

ثم إنّ هناك العشرات من الضباط الأمنيين المحترفين الجديرين بمنصف قائد قوات الأمن الخاصة بعدن، عوضاً عن استيراد قائد عسكري متخصص في الجيش.
بالتأكيد له الحق كرئيس شرعي في تعيين جواس قائداً، خصوصاً أنه لم يكن ضده أي حكم أو ادانة، لكن مجرد اشهاره في وجه الحوثيين وتكريس خصومته معهم، هو وجه الخِسَّة والنذالة..

هي الخِسَّة والنذالة التي تجلت في انصح صورها في عمران وصنعاء بل وقبلها في دماج، ثمّ يريد إخراجها بشكل آخر في عدن الآن..

تجلت في ذروة مشاهدها قبحاً في ترك لواء عسكري يستباح حتي يقتل قائده وتنهب معداته، ثم يذهب رئيس الدولة إلى عمران ليشهد زوراً أنه استعاد سلطة الدولة عليها.

الأغرب أن يأتي بعض مشجعي الانتكاسات المتمثلة في شخص هادي، ليثيروا خبر تعيين جواس وكأنه انتصار للقضية الوطنية.

ذلك حظ هادي في هذا الموضوع، الذي يعزز مع كل فرصة تاريخية ساقتها الاقدار اأو المخططات لانقاذ البلاد أن من الحماقة التعويل عليه كقائد ورئيس في ابسط الأمور.. ورغم ذلك نستمر في الحماقة كثير منا، أملاً في أن يكون رئيساً لأجل السلم الأهلى فيما يمضي طريقه بوعي أو بدون وعي مع أنداده الطائفيين في الشمال لإنجاز مشروع الاقتتال والاحتراب الاهلي والطائفي.
ثمّ عن الحوثيين؛
إذا كان الحوثيون يتحسسون من تعيين العميد ثابت جواس، فالأولى أن يتحسسوا من حليفهم وزعيمهم علي عبدالله صالح، صاحب قرار الحرب والسلم حينها. أم أن جموح الثأر والانتقام مناطقي ومذهبي وعنصري أيضاً.
وإذا كان علي عبدالله صالح حليفهم، وبما أن جواس كان احد رجاله في صعدة، كغيره من القيادات، فالاولى أن يكون جواس حبيب قلوبهم أيضاً، خصوصاً أنه لا ينتمي لحزب الاصلاح..

جواس كان يعمل قائداً في إطار ألوية الجيش، ولم يكن بينه وبين حسين الحوثي ثأراً شخصياً.. جواس قائد عسكري بلا ايديولوجيا، وكل ما وقع، إن كانوا ينفذون أجندة انتقامية، أو ثأرية، فإن من يتحمل مسؤوليته هو نظام سياسي بأصحاب القرار فيه، وليس أفراد.
الأعجب والأغرب أن تكون هناك حساسية انقائية تجاه الانتقام والثأر وتصنيف الخصوم، وبل والثأر من أشخاص واحزاب وجماعات لا علاقة لها بقتال الحوثيين.

حساسية الحوثيين كاذبة، ولا تحضر إلا كمبرر سخيف وساذج لارتكاب حماقات واثارة نعرات طائفية ومناطقية وعنصرية بحق البلاد، وتلك الروح الانتقامية ستكون نكالاً على البلاد، ولن ينجو منها أحد، حتى أولئك المتغطرسون بقوة سلاح وعتاد وقلة مسؤولية والتزام ومحاسبة، وضمير..

البلاد تمضي حثيثاً إلى نفق الطائفية، ولا يوجد رجل رشيد يوقفها حتى الآن حتى وإن امتلك المشروعية..