الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣١ مساءً

احتفالات بيوم المرأة ليوم واحد

القدس العربي
الاثنين ، ٠٩ مارس ٢٠١٥ الساعة ٠٩:٠٩ صباحاً
أحيا العالم بمشرقه ومغربه وشماله وجنوبه يوم أمس الثامن من آذار/مارس اليوم العالمي للمرأة. واختارت الأمم المتحدة عبارة «تمكين المرأة ـ تمكين الإنسانية: فلنتخيل معا!» شعارا للاحتفال هذا العام. ورأت الأمم المتحدة أنه لا بد من إعطاء الأولوية لمسألة المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في خطة التنمية لما بعد عام 2015 إذا أريد لهذه الخطة أن تسفر عن تحول حقيقي. فالعالم لن يحقق أبدا مئة في المئة من أهدافه ما لم يحقق 50 في المئة من ساكنيه إمكاناتهم الكاملة.

نشاطات يوم أمس لإحياء المناسبة تنوعت بين نشاطات اجتماعية وثقافية وفنية إضافة إلى المسيرات والمظاهرات. واليوم، التاسع من آذار/مارس انتهت الاحتفالات والخطابات والندوات، وعادت المرأة والرجل والمجتمع لوضعهم التقليدي.

هذه النشاطات تتكرر كل سنة منذ وقبل عام 1977 عندما أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 32/142 حيث دعت دول العالم الأعضاء في الأمم المتحدة للمساهمة في تهيئة الظروف اللازمة للقضاء على التمييز ضد المرأة وكفالة مشاركتها في التنمية الاجتماعية مشاركة كاملة وعلى قدم المساواة مع الرجل. وبعد مرور 38 عاما على صدور هذا القرار، ورغم تأسيس وعمل آلاف الجمعيات الحقوقية المطالبة بوقف التمييز ضد المرأة، نجد في بعض مناطق العالم التمييز في أسوأ أحواله، في حين وصلت المرأة في بعض الدول إلى قمة الهرم سواء برئاستها سدة الحكم أو عضويتها في الحكومة والبرلمان وفي الجامعات والمحاكم والأعمال الحرة وغيرها (رغم أنها ما زالت تعاني من التمييز حتى في هذه الدول المتقدمة). إلا أنها في مناطق أخرى من العالم وصلت معاناتها حدا رهيبا، فخلال الشهور الماضية حفلت الصحف بأنباء السبايا في العراق وسوريا والاغتصاب والقتل في الهند وباكستان، وجرائم الشرف والتعنيف والتحرش وتزويج القاصرات في الدول العربية، إضافة إلى التمييز الكبير في القوانين، ومن ضمنها قانون حرمان المرأة من حق منح الأبناء والزوج لجنسيتها، وهو ما أدى لظلم كبير ليس للمرأة فحسب بل للأسرة بأكملها التي يحرم أبناؤها من التعليم والعمل والسفر.

ومن المطالب الأساسية للمرأة في كثير من المناطق في العالم وقف التمييز، لا سيما في حق المرأة في التعليم والعمل، وهي هنا تدعو المجتمع ليتركها تقدم جهدها لتساهم بشكل أكبر في بناء المجتمع وتنميته.

وفي المناطق المتوترة في العالم نجد المرأة أول الضحايا حيث تتعرض حقوقها لمزيد من الانتهاكات كالقتل والاغتصاب والخطف والعنف والتشريد وهو ما نلحظه اليوم في العراق وسوريا.

وفي فلسطين أحيت المرأة هذا اليوم، كما في كل عام، بالخروج في مظاهرات أمام الحواجز الإسرائيلية لتؤكد مساهمتها الأساسية في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
فالفلسطينية ليست فقط أم الشهيد، وأخته وأبنته، أو أم المعتقل وأخته وأبنته، أو أم المناضل، وأخته وأبنته، بل هي المناضلة والأسيرة والشهيدة.

لكن هذا الدور الذي لعبته وتلعبه بدون أي تمييز إلى جانب الرجل لا يبدو أنه كان كفيلا بمنع التمييز ضدها، فما زالت المرأة الفلسطينية محرومة من الكثير من الحقوق كما نراها تحظى بخجل بالمناصب الرفيعة في السلطة الفلسطينية. وفي دراسة في ترتيب الدول العربية لحقوق المرأة أجرته مؤسسة تومسون رويترز احتلت فلسطين المرتبة 15.