الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٠٨ صباحاً

جمعة الكرامة وكرامة الشهداء

موسى المقطري
الثلاثاء ، ١٧ مارس ٢٠١٥ الساعة ٠٤:٣٨ مساءً
لم يكن يوم 18 مارس يوما داميا في حق شباب الثورة فحسب ، بل كان دامياً بحق وطن يتطلع إلى التغيير ، وشعب يتوق للحرية ، وشباب حملوا الراية في المقدمة .
جمعة الكرامة شكلت بقدر ما شكلت كرامة للشهداء الذين ارتقوا إلى جنات الخلد شكلت صورة قاتمة من صور الحقد الأسود التي أمطرنا بها نظام عفاش الذي يراد له اليوم أن يعود باسم جديد ، وعقلية منتقمة أخرت البلد زهاء ثلاثة عقود من الزمن .
حين حصدت رصاص الغدر والعار أروح العُزل حصدت معها ما تبقى من إنسانية وضمير حي في راس النظام السابق ومقربيه وعائلته وحاشيته الذين أعانوه أو نفذوه ما طلب أو برروا فعله ، أو صمتوا انتظارا لتأييد من ينتصر في النهاية كما يقولون .
المأساة الحقيقية لتلك اليوم الدامي تجلت في مدى الحقد الذي انصب مع وابل الرصاص المنهمر والذي اظهر النظام على حقيقته ، واثبت للقاصي والداني أن لامجال ليظل صالح حاكما لشعب اراق دمه على قارعة الطريق ، بعد أن أراق حيائه وأدبه وعزته وهو يكافح فقيرا معوزا من أجل لقمة العيش في حين اضحى راس النظام مليارديرا يعقد صفقاته في انحاء العالم .
ونحن تعيش الذكرى المؤلمة لا مجال للتفريق بين المخلوع ومساعديه ، ولا فائدة من تقديم نجله بصورة جديدة مبشرا بعهد جديد في حين أنه كان اللاعب الأساسي مع والده في خيبات العهد القديم ، ولا مجال أبداً لتحسين الصورة ورش الطلاء وتجميل القبيح .
الذي قتل شهداء جمعة الكرامة هو الذي لازال يقتل ويفجر ويشرد ويهدِّم ، لكن في صور جديدة ، ومسميات متغيرة ، وإن تغيرت الوجوه فالعقل المدبر واحد ، وإن تبدلت المسميات والأقنعة فراس الحية لازال هو راس الحية ، وإن تغير المنفذون فالمستهدف لازال هو الشعب الحالم بدولة مدنية وحكم عادل ، ولازال هؤلاء الحالمون يرتقون شهداء سواء في صنعاء أو تعز أو إب أو عدن أو أبين أو حضرموت .
لا خير لهذه البلدة الطيبة فيمن قتل شهداء الكرامة سواء كان صالح أو نجله أو قواده ، من خطط أو نفذ أو برر .
لا خير فيمن تحالف مع المخلوع ، أو وضع يده بيده ، أو دافع أو سكت عنه .
لا خير أبداً فيمن ينفذ أجندة قاتل شهداء الكرامة وبسلاحه يقتل الأبرياء، ويفجر منازلهم ومساجدهم ، وفي غياهب سجون مليشياته يغيب من يحلمون بالمدنية والعدالة .
في ذكرى جمعة الكرامة تجديد للمطالب الثورية لمن سالت دمائهم زكية في ساحات الشرف والحرية واهم هذه المطالب دولة مدنية خالية من الحكم العائلي ومن المليشيات المسلحة ودولة لا تفرق بين مواطن وأخر ، وحكومة نزيهة تخدم شعبها ودستور عادل ينظم شؤون البلد .