الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٤٧ صباحاً

عفوًا شهداء الكرامة , فالقتلة ما زالوا طلقاء !!

صدام الحريبي
الاربعاء ، ١٨ مارس ٢٠١٥ الساعة ١٢:٤٦ مساءً
بعد أن أتممت صلاة الجمعة في جامع "الرضا" بالراهدة _تعز , جهزت نفسي
برفقة صديقي وأخي "عبدالرحمن المهاجري" وكذلك أخي الصغير "يوسف" وانطلقنا
نحو المدينة حيث الساحة .. وصلنا الساحة وأثناء تفتيشنا من قبل لجنة
النظام في المدخل الذي أمام بنك التسليف إذا بتلفوني يرن حيث كانت الرنة عبارة
عن نشيد معروف " ارحل فشعبي اليوم هذي كلمته" , اطلعت على رقم المتصل
فإذا هو من البيت , أحسست بأن هناك شيئًا ليس بالسهل قد حصل .. المتصل :
صدام .. أين أنت الآن ؟؟ رديت : لِمَ ؟؟ أنا وصلت الساحة الآن .. المتصل
: ارجع الآن , أو انتبه على نفسك على الأقل !! قلت : لماذا ما الذي حصل
!! المتصل : حاصروا ساحة التغيير بصنعاء وأطلقوا النار بشكل عشوائي وهناك
شهداء , والآن قناة الجزيرة وسهيل تنشر الصور والبث مباشرة من هناك ,
وهناك أخبار تتحدث عن نية الأمن على اقتحام ساحة تعز .. لم
أتمالك نفسي وذهبت برفقة من كانا معي نحو المنصة وكانت تبث مباشرة من قناة
الجزيرة , فإذا بي أسمع بأن النظام قد أعلن حالة الطوارئ ولم أكن أعرف
حينها معنى هذا المصطلح بعد .. كانت ساحة الحرية بتعز التي كنت أقف على
مشارفها وأوسطها في ذلكم الوقت ممتلئة لأن أكثر الثوار كانوا قد ذهبوا إلى
منازلهم لتناول الغداء , وما إن سمعت الأستاذ أحمد الشلفي يختم تقريره
من مكبرات الصوت التي كانت تنقل الصوت من الجزيرة , إذا بي أرى الساحة
تكتظ ويتوافد الناس إليها بشكل جنوني من كل اتجاه .. لمحت في ذلكم الوقت كل من
لم أتوقع حضوره , حتى البعض ممن كانوا يسبون الثورة ويتطاولون عليها , ووجدت كذلك
الكثيرين من أبناء الريف الذين كانوا يقسمون بأنهم توافدوا بمجرد سماعهم
خبر الهجوم على ساحة صنعاء .. لم أكن أعرف بأن تليفوني (سبأفون) مغلق دون
علمي , وقد استغربت لعدم وصول رسائل من خدمة "الصحوة موبايل" والتي كنت
أجدد الاشتراك فيها كل شهر حرصًا مني على الاطلاع على الأخبار وخاصة التي
تخص الثورة , لكنني سرعان ما أخرجت الهاتف وفتحته وإذا بالرسائل تصل وكان
ساعتها قد وصل عدد من ارتقت أرواحهم إلى 30 كما أعتقد ومن ثم وصل إلى ال
50 وأكثر .. كان هذا مشهد مصغر لما واجهته في ذلكم اليوم يوم 18/3/2011م
يوم الكرامة .. أما اليوم فهو 18/3/2015م كنت آمَل أن يأتِ هذا التاريخ
وقد قُيدت يد كل من كان له علاقة في هذه الحادثة المؤلمة , لكن للأسف تمامًا
, فقد كُبلت آيادٍ وقفت إلى جانب ذلكم الشهداء بل وصدحت بصوت أصحابها وهي
تطالب بمحاكمة القاتل , تغير اليوم كل شيء للأسوأ , ولم يعُد المواطن
اليمني يصدق ما يحدث , فقد تحولت الثورة إلى غريبة وغريمة بفضل من نصّبوا
أنفسهم حكامًا عليها وعلى وطن كانت تعمل من أجل تحريره , لكن النصر قادم
إن شاء الله .. يأبى قلمي أن يواصل الكتابة لأنه يعاني من جراح شديد كلما
تذكر هذا لكنه سيصبر بصمت والله قادر على كل شيء .
*شكر : أتقدم بالشكر الأكثر من جزيل لأخي وصديقي الإشتراكي "جلال
الصيادي" والذي أهداني بالأمس مصحفًا صغيرًا أشكره من أعماق قلبي عليه ,
وهذا إن دل فإنما يدل على أنه ليس بيننا وبين أحد أي خلاف , ففي الوقت
الذي يريد البعض فيه أن يفرق بين بعض الأحزاب هي وقواعدها يتهادى أعضاء هذه
الأحزاب بأشرف ما وُجد على الكون كله والله نسأل أن يرزقنا الإخلاص ..