الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٠٩ مساءً

يوميات مغترب

خالد القح
الأحد ، ٢٢ مارس ٢٠١٥ الساعة ٠٤:٥٩ مساءً
:
بعد يوماً شاق من العمل كالعادة أنهمك كغيري من المغتربين في متابعة آخر المستجدات والأحداث العاجلة في الوطن.

وردتني رسالة عبر فيسبوك من احدی الأخوات الفاضلات تطلب رأيي في نقل القيادة العامة للقوات المسلحة الی عدن.

قبل أن أجيب عن الاستبيان خضت تجربه بسيطة في الجيش اليمني غيرت نظرتي الفخورة به.

ففي 2001 أكملت الثانوية العامة وكان آن ذاك التجنيد إجباري..
لم أكن أملك المال الكافي لاستصدار إعفاء عن الخدمة العسكرية ولكني كنت أحلم في ارتداء الزي العسكري وقلت في مخيلتي هذه فرصتي لتحقيق طموحي..

حملت حقيبتي وسافرت الی أحد المعسكرات التي يتم ففيها التسجيل، كي اختصر تم توزيعي مع مجموعه من الطلاب الی احدی المعسكرات في صحراء الربع الخالي تحديداً في المثلث الدولي، فقضيت هناك فترة التدريب وشفت ما لم كنت اتمنى اشوفه
عايشت مجموعة من الافراد الأساسيين من أبنا القوات المسلحة ، اكتشفت بأن الأفراد المثابرين في المواقع لم يكن همهم حماية وطن بقدر ما كان همهم الأساسي رغيف العيش واعالة أسرهم لا أكثر، فقد كان أكبر طموح للفرد بأن يفرغ مقابل نصف الراتب الشهري الذي حتماً سيكون النصف الثاني من الراتب للقائد الذي كان يسرق أبسط حقوقهم من كدمه وفول.

ساعتها كنت اول المفرغين وكان الراتب الشهري الذي كان لا يزيد عن 4000 ريال مقابل كرت نهاية خدمة .

رغم استياء الأهل والأصدقاء إلا إني تفرغت وأخذت كرت نهاية خدمة وبدرجة عالية في الانضباط ليتني لم أخوض التجربة ولم ارتدى الزي العسكري كي لا أعرف أسراره.

كان أحد أقربائي يحدثني كثيرا عن فساد الجيش وبأنه جيش عائلي وأن مهمته الرئيسية الحفاظ على كرسي علي صالح
كنت اشمئز كثيراً مما يقول، لكني في إحدى المرات كنت أشاهد برنامج بلا حدود للمتألق أحمد منصور علی شات الجزيرة وكان ضيف البرنامج رئيسنا المغوار علي عبدالله صالح.
قال بالحرف الواحد الجيوش العربية مهمتها الوحيدة هي حماية الكرسي لا أكثر وجيشنا المغوار أحد هذه الجيوش العربية
قلت في نفسي قد تكون زلت لسان وشطحه ممن شطحات علي صالح التي كان لا يتمالك نفسه أمام الكاميرا.

احتلت دولة إريتريا جز حنيش فكانت بداية الصدمة الحقيقة لي من جيشنا المغوار اوهمنا حينها بالتحكيم الدولي فصدقناه
وتوالت الأحداث علي جيشنا المغوار، وخاض مجموعة من الحروب العبثية التي لم يحصد فيها غير الإنكار والمهانة وخسارة أكثر من 60 ألف جندي ناهيك عن مثلهم أو أكثر من الجرجی

في الحرب السادسة كنت في مقيل خاص لأحد المقربين من علي صالح كنت برفقة أحد اقربائي وفي المجلس سمعت كلام كبير وكنت ألتزم الصمت تارة واللعب بجوالي تارتاً أخری خرجنا من المجلس فوجهة مجموعة من الاستفسارات لقريبي فكان ردة لي هذا جيش علي صالح وليس جيش الوطن والبلاد قادمة للهاوية كان حينها علي صالح يعمل لتوريث أحمد علی وفيه خلاف شديد تحديداً بين محسن وحميد طرف وعلي صالح وابنه طرف آخر وكان فحوی الاختلاف يدور حول توريث أحمد
هذا كل شيء قاله لي قريبي ..
كانت حروب صعدة المراد منها كسر شوكة محسن وقوته العسكرية.
كان الخيار امام عفاش خيار واحد إما أحمد وإما مليشيات صعدة التي كانت تحارب من مخازن الجيش
أتت ثورتنا المباركة وانكشفت حقيقة جيشنا المغوار جيشنا المناطقي الذي يدين كل ولائه لأشخاص لا لوطن .
الوطن الذي بني هذا الجيش علی عاتقه ومقدراته وخيراته ..
بني جيشنا علی حساب المواطن البسيط وعلى حساب رغيف عيشه فقد كانت ميزانية الجيش تفوق كل الميزانيات في الدولة وكانت تذهب إلى جيوب اختبوطات الجيش والأشخاص المقربون من النظام العائلي .

ففي صعدة باع جيشنا كرامته وفي عمران ذبح ما تبقى من شرفه العسكري حين ابتاع لمجوعة من المليشيات المسلحة وتم اقتحام مقر اللواء 310 وتسليمه وقتل قائدة الوطني وآخر الشرفاء الشهيد حميد القشيبي لم يكتفي بهذه المهانة بل سلم صنعاء وما بعد صنعاء حتى وأبى إلا بأن يدفن كرامته وشرفه العسكري في خبزة برداع.

فمن الواضح بأن جيشنا المغوار لم يكن جيشاً وطنياً بل مليشيات وألوية مسلحة تتبع أشخاص وعائله محددة.

لم أهتم كثيراً ولا يهمني نقل القيادة العامة للقوات المسلحة الی عدن بقدر ما يهمني إيجاد قيادة وطنية حقيقية شعارها الأول حماية الوطن .

لم يعد جيشنا جيشاً وطنياً حقيقياً بقدر ما هو مجموعة من الافراد المرتزقة همهم الأساسي الدفاع عن شخص دمر الوطن 33 عام .
ففي حالة وجدت القيادات العسكرية الوطنية الحقيقة ليس من الضروري نقل القيادة العامة للقوات المسلحة الی عدن بقدر ما يهمني نقل الرئيس الشرعي وحمايته الی صنعاء وحماية الشرعية ودحر المليشيات والغزاة من علی العاصمة وجميع المحافظات المحتلة.

املي بالله وبشرفاء القوات المسلحة كبير فما زال الوقت مناسب لإعادة ثقة أبناء الشعب اليمني بالجيش الوطني وليس العائلي.

إذا ما طمحت إلى غايـــة ركبــت المنـــى ونســيت الحـــذر

ومن لا يحب صعود الجبــال يعش ابــد الدهــر بيــن الحفــــر

فعجت بقلبي دماء الشباب وضجت بصــدري ريـــــاح أخـــــر
دمتم لنا أيها الشرفاء وللوطن ذخرا