الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٤٩ مساءً

في بـحــــور السياســة اليمنـيـــة

عبد الإله الحريبي
الاثنين ، ٢٣ مارس ٢٠١٥ الساعة ٠٨:٠٤ مساءً
الحديث عن ما يجري في اليمن من أحداث سياسية ، وبالأخص عندما نتحدث عن نتائجها أشبه بالتنجيم من أن يكون توقع نتائج لحوار يجري ، معروفة مطالب أطرافه ، عندما سئل يوماً الكاتب والمحلل السياسي عبدالباري عطوان عن توقعاته لمستقبل الاحداث في اليمن ، رد على سائله اسألني عن أي بلد إلا اليمن ، ذلك أن اليمن أحداثها تنقلب من الضد الى الضد بين ساعة وأخرى بحيث لا يمكنك توقع ما ستؤول إليه الأمور ، السياسة في اليمن الغوص فيها كالغوص في أعماق البحور ، وأقول البحور جمعاً لأن سياسة اليمنيين ليس لها بحر واحد ، ولكن بحار عديدة يسبح فيها السياسيون ، ويتوهون في أحلامهم كلاً له مسار ، لا يلتقي بالمسار الذي يسلكه الآخر ، وكما هناك بحور للشعر العربي ، فهناك بحور للسياسة اليمنية ، بحر الاشتراكي وبحر الإصلاح وبحر الحوثيين وبحر المؤتمر الشعبي جناح صالح ، وبحر هادي المتقلب ، يرفعون نفس المطالب تقريباً ، ولكنهم غير قادرين على تنفيذها ، لأن بحارهم تختلف ، فهناك البحر الأزرق ، والبحر الأحمر ، والبحر الأسود ، بحار سياسة وليس البحار المعروفة بهذه الأسماء ، الجميع يرفع شعار الدولة المدنية الحديثة ، ولكن عند التنفيذ يوجدون العراقيل لهذا الشعار من أن يتحول الى واقع ملموس ، والعراقيل لا شك بأنها تأتي من أولئك القادرين على تعطيل التنفيذ ، بواسطة القوة التي يمتلكونها ، قوة عسكرية وقوة مادية وقوة قبلية ، من عجائب السياسة في اليمن أن من يمكن أن يكونوا في صف فك الارتباط بين الشمال والجنوب ، يدافعون عن الوحدة في وقت بإمكانهم كسب القاعدة الشعبية في الجنوب عبر تبني مطالب الغالبية التي تخرج الى شوارع الجنوب ، ومن يفترض أن يكونوا حسب ما يصرحون في صف الوحدة يمارسون أعمالاً تعمق الخلاف بين الجنوب والشمال وتبرر لمطالب فك الارتباط ، ومن عجائب السياسة في اليمن و غرائب أهلها ( أهل السياسة ) ، أن من كان يعتبر الوحدة من المقدسات الدينية ، أصبح اليوم يطالب بحق تقرير المصير ( موقف فرع التجمع اليمني للإصلاح بعدن ) ، ومن أحدث العجائب أن يكون الحوثيين وحزب الله اللبناني هم المسيطرون على قناة عدن لايف التي تتبنى مطلب فك الارتباط وتبث برامج ضد كل ما هو من الشمال ، هذا ما صرح به مدير مكتب الأستاذ / علي سالم البيض ، ويصفون قوات الامن والجيش في الجنوب بقوات احتلال ، كيف تستقيم هذه السياسة المتناقضة ؟ ، وهنا يصفون عبر قناة المسيرة اللجان الشعبية الجنوبية التي حاربت القاعدة ودعمت الجيش في حربه الحقيقية ضد القاعدة قبل التطورات التي حدثت بعد 21سبتمبر الفائت ، كانوا أبطالاً والآن يقولون عنهم ميليشيات هادي وتنظيم القاعدة ، حيث يستغلون وجود عبداللطيف السيد الذي كان محسوباً على القاعدة ، ثم انضم للجان الشعبية وحارب مع الجيش ضد القاعدة ، فيستغلون صلته السابقة بالقاعدة لتشويه خصمهم الرئيس / هادي ومن سيصطف في معسكره ، وهو من المطلوبين للقاعدة وحاولوا اغتياله ، انتظروا وسترون عجائب أخرى في تحولات اليمن السياسية والعسكرية ، كل الاحتمالات الغير محتملة واردة في مستقبل ما ستؤول اليه الأمور في اليمن ، الشيء الذي تعتقد أنه سيحصل قد يحصل عكسه تماماً ، خاصة في ظل هذا الاهتمام الإقليمي والدولي بما يدور في اليمن ووجودها في البند السابع ، الذي يجيز التدخل الدولي في اليمن ، في الأخير نسأل الله أن يحفظ شعبنا من مكروه ..