السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٤٩ صباحاً

تساؤلات وطن

درهم طاهر الصلاحي
الاثنين ، ٠٦ ابريل ٢٠١٥ الساعة ٠١:٤٨ مساءً
أل الزمان بقسوة وقد اكتنفه الغموض والحيره والاسى وقد تجعدت ملامحه غضبا وشاب راسه من هول ما يرى
و انتابه شيئا من الخوف والهلع وارتعشت يداه وتلعثمت لسانه ودب شي من صرير الخوف كل اجزاء جسمه النحيل
اغرورقت عيناه بالدموع وتبللت لحاه الابيض فصارت مزيحا من دم اقحواني اللون يعتلي وجهه الشاحب ممتزجا بكثاقة شعره الابيض كي يرسم بها الوانا شبيهة بتلك القابعه في سارية العلم ابيض واسود واحمر

اصبح مأسور الخطى غير قادر على الحركه يتكئ على عكاز اشبه مايكون بساريه لعلم توشح كل ملامح وجهه البدري المضمخ بدم الدموع على رقعه من لحى البياض الجميل في وجه مكفهر من هول المآسي والالام

تلاشت معالم اللون الابيض فيه فلم يعد سوى احمر بلون دماء ابنائه الذين يتساقطون بلاعدد يتساقطون كأوراق شجره لم تعطها التربه ما يكفيها لتقاوم موجات الصقيع وهبوب الرياح
اصبحت الشجرةجرداء لا ورق تغطيها ولا اغصان تحنوا عليها ولا ارضا صالحة للنمو

وصارت يداه غير قادرتين على التماسك اصابته رعشة
الموت الابديه لسانه لم يعد قادرا على النطق
خانته الكلمات من هول ما يرى
باعته كل خانات الذاكره فلم يعد يرى جمال صباه وريعان الشباب

ذاك الزمان هو اليمن
ذاك المكتوف الايدي هو الوطن الذي كل شي يتهاوى امام عينيه
يخونه ابنائه يصمون اذانهم عن قول الرشاد
سأل بصوت مبحوح ملوؤه الحيرة والذهول
ماذا دهى اناس تلظى الحقد فيهم فأصبحوا فرقا
ماذا دهاكم يابني الانسان للموت صرتم قرابين لا لشي الا لحقد غريب اعمى بصائر قلوب ثلة قليله من البشر
الم تكتفوا بدم بني الانسان المزهوق يوما تلو اخر
الم تسمعوا يوما عن تأنيب الظمير بامعانكم في القتل
الم يحن وقت ان ندع السلاح جانبا ونتجه صوب البناء

كم اشفق عليكم جمعيا
حين تدعون حب اوطانكم كذبا وزورا
وتتشدقون بالتضحية من شأنه
وقد هرمت اوطانكم وتمنت لو تستبدلون بأناس غيركم
يعرفون معنى الحياه ويقدسون سبلها

كم ايها الحمقى ناديت بكم ان هلم الى اوطانكم ودعوا عنكم الحقد والغل
دعو عنكم اسباب التشظي والتفرقه
واقبلوا على الحياه
وكونوا رواد لها فحياتكم حياتي وبفنائكم لا معنى لي كوطن
انا وطنكم على شفا جرف هار ان تئوبوا الى رشدكم من غيكم والا
ستدركون يوما معنى الوطن
حين لا تجدون من يأويكم
ولا ارضا ذلولا كأرضكم
ولا سماء حانية عليكم
لن تجدوا نسمة هواء تداعب اشواقكم وتخفف الالاكم
ستبكون دما يوم ان فرطتم بوطنكم

وطن مطعون بسيوف ابنائه