الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٤٩ مساءً

لا أكثر حماسة من العودة للبيت بمتر ؟!

محمود ياسين
السبت ، ١٨ ابريل ٢٠١٥ الساعة ٠١:١٥ مساءً
هكذا تضرب الريح وجهك وتصل سافئا تصافح جارك الاصلاحي وانت أسفأ منه بسبب الريح ، وتدخل البيت وعلى رأسك قبعة تكتشفها فقط امام المرآة .

نسيها صاحب المتر الذي انتزعها من رأسه ومنحني اياها حماية من الراجع ،، قال وهو ينتقي المطبات ان الراجع خطر جدا وان راجعة امس عملت حفرة وسيعة في الاسفلت ، قال هذا بثقة وكأنه قد منحني قبعة معدنية ، هو لا يحب الحوثي ولا السعودية ولا الراجع واضاف انه يشتري البترول اغلى من الخمر لكن غطي راسك يا استاذ ، ولم يدعني استغرب فأستاذ هذه لأنه راني في الجزيرة وأنه مع احترامي مع احترامي " انتو الصحفيين ورطتونا ورطة الجن" يكسب هذه الايام خمسة الف باليوم ويتمنى لو تستمر هذه الورطة ليكسب في اليوم خمسه ألف .

في الحرب تكتشف جانبا اخر من مزاج البشر خليط من اللامبالاة والبحث في الكارثة عن مزايا مضافا لذلك كله حس تضامن انساني تجاه المخاطر والكسب في ذات الوقت من هذه المخاطر ، ولأجل الكوفية وعدته بعشرة لترات بترول متبقية منذ زمن الماطور فالتفت صارخا. : احلف ،،،، وصدم بنا كمبة كهرباء جعلتني اتمسك بالكوفية كردة فعل تلقائية بسبب الراجع مع اننا صدمنا ولم تكن المضادات تعمل اذ لا قصف ، بعدها لم يتفوه بكلمة وبقي سافئا الى ان وصلنا حتى انه التقط الايجار من يدي وهو يحدق في كنبة خشبية بالباب وكأنها ستصدمه ، لقد افرغته الصدمة الصغيرة من حس المرح الذي ينتاب انسانا لم تصدمه الصواريخ ، لا ادري لماذا ترك عندي أثرا بالخذلان وهو يغادر على ذلك النحو الساهم ،ربما ان المفاجآت الصغيرة تنال من الطيبين وتبددهم اكثر من الكوارث والرعب الجماعي .

عاد الان ينادي من الشارع فظننته عاد للبترول الذي لم يعد موجودا ولا ادري كيف جفت اللترات العشرة. ، فتحت النافذة فصاح. : ارجم بالكوفية .