الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٣٣ مساءً

علي صالح ومغالطات التاريخ والجغرافي

حمود أبو طالب
الاربعاء ، ٢٢ ابريل ٢٠١٥ الساعة ٠٩:٣٠ صباحاً
ربما تحتاج الشعوب والحكومات إلى بعض الأزمات والمواقف الصعبة لتعيد النظر في بعض قناعاتها ومسلماتها التي وقرت في ذهنها على أنها كاملة الصحة وغير قابلة للتشكيك.

عندما احتل صدام الكويت ونشبت حرب الخليج صدمنا بمواقف من رؤساء دول وبعض النخب السياسية والثقافية العربية لم نكن نتوقعها إزاء عدوان سافر على سيادة واستقلال دولة، وأقول صدمنا لأن أولئك كانوا يبالغون في إظهار الصداقة والود للمملكة وشعبها، ويلهجون بكل أشكال الدعم الكبير الذي تقدمه لهم، ثم اكتشفنا أن حساباتهم مختلفة وأننا لم نضع هذا الاحتمال في حسباننا فصدمنا به.

نحن الآن نمر بموقف مشابه إلى حد كبير خلال عاصفة الحزم، فها هو الرئيس اليمني السابق علي صالح لم يتوقف عند إظهار النكران للمملكة تجاه كل ما فعلته معه خلال رئاسته وبعدها بإنقاذه من حبل المشنقة الشعبية بل يظهـر العداء السافر لها ويحاربها بالتضامن مع الحوثي، هكذا يفعل صالح لأننا لم نتعظ من مواقفه المتوالية بدءا بتضامنه مع صدام في احتلال الكويت ومرورا بمواقف أخرى أظهـر فيها المراوغة والتنصل في قضايا هامة. علي صالح لم يكن أمينا ولا نظيفا ولا صادقا مع المملكة أبدا، بل كان يتظاهـر بذلك والمنطق يؤكد أن الذي لا يكون صادقا ونزيها مع شعبه ووطنه لا يمكن أن يكون كذلك مع الآخرين.

وهنا لابد من ذكر معلومة في غاية الأهمية هي أن بعض وسائل الإعلام في اليمن خلال عهد الرئيس صالح كانت تلمح وتصرح أحيانا بوجود مناطق يمنية ضمن خارطة المملكة دون اعتراض عليها من المؤسسة الرسمية رغم أن الجميع يعرف كذب هذا الادعاء، وكان هناك مثقفون ومسؤولون كثر يرددون هذا الكذب البواح في مجالسهم الخاصة ولقاءاتهم المختصرة بعلم الدولة وعلي صالح دون اعتراض أيضا.

حسنا، لو اعتبرنا جدلا أن ذلك نوع من ديموقراطية راسخة في حكم علي صالح تتيح حرية الرأي مهما كانت ضارة، فماذا نقول في مقررات الجغرافيا والتأريخ التي كانت تدرس في المدارس الحكومية وتتضمن كثيرا من تلك المعلومات المكذوبة؟ إن الهـراء الذي يردده إعلام الحوثيين الآن، من اليمن وعملائه في الخارج، مستعيدا الأكاذيب الجغرافية والتأريخية ليس إلا امتداد لما كان يقال ويشاع في عهد علي صالح وبمعرفته وتحت نظره.

إنه سبب كل المصائب التي ابتلي بها اليمن والأزمات مع أشقاء اليمن، وما الحوثي إلا تلميذه في الخسة والكذب والبهتان.. فهل نعيد حساباتنا في كثير من المتلونين قبل أن يفاجئونا بما لا نتوقع؟.

"عكاظ"