الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٢٠ صباحاً
الاثنين ، ٢٧ ابريل ٢٠١٥ الساعة ٠٨:٠٢ مساءً
عنوان غريب، أعرف، أنا لا أقصدك أنت، ولا أقصد ألا تقرأ مدونتي، ولو أن الأمر يعود إليك عزيزي القارئ، أنا أقصد هؤلاء القراء والمشاهدين الذين يقرأون ما لا يحبون وينزعجون مما يشاهدون، فالقصة تُقرأ من عنوانها والخبر يفهم من صورة، فلمَ تتعب نفسك وأعصابك وتعرض عينيك للرذيلة والخطيئة وتشاهد إذا كانت هذه المادة أو تلك لا تهمك؟

قد تكونون سمعتم أن المغنية الاستعراضية هيفاء وهبي طمحت للعالمية من خلال الغناء باللغة الإنجليزية لأول مرة، فأطلقت باكورة أغانيها تحت عنون «Breathing you in»، وبغض النظر عما إذا كان هذا العمل الفني أعجبني أم لا، فليست هذه هي المشكلة، فأنا لست ناقدة فنية ولست مخولة لأن أنتقد وأدلي برأيي، إنما المشكلة الحقيقية هي في التعليقات المهينة والساقطة من بعض الذين قرروا أنهم أوصياء العفة على الأرض وقاموا بالتعليق على هذا العمل على جميع وسائل التواصل الاجتماعي، والسؤال هنا: لماذا شاهدوا الفيديو كليب أصلا؟ فهم كانوا على يقين بأن هذه أغنية هيفاء الجديدة بلغة أجنبية فلماذا ضغطوا على الرابط وشاهدوها وهي وتغني وترقص؟

هذا الأمر لا يحدث فقط في عالمنا العربي، فمنذ يومين تعرضت امرأة أسترالية رزقت بطفلة منذ ثلاثة أشهر لإهانة كبرى عندما تلقت رسالة من صديقات مجهولات (جاهلات) غير موقعة، تأففن من كمية الصور التي تنشرها لطفلتها على موقع «فيسبوك»، وقلن لها إنهن لا يهتممن إذا كانت طفلتها ابتسمت أو أكلت أو شربت أو نامت، وكاتب الرسالة استخدم أسوأ وأقسى العبارات لأم لا تزال في فترة النقاهة بعد الولادة، وغالبا ما تكون الأم في تلك الفترة في وضع نفسي حساس وسيئ في بعض الأحيان، والسؤال هنا أيضا: لماذا شاهدت هؤلاء الصديقات الممتعضات صور الطفلة؟ وإذا كان الأمر فعلا مزعجا بالنسبة لهن فلماذا لم يتوقفن عن متابعة حياة الأم الجديدة يوما بيوم وخطوة بخطوة؟

ومن المفارقات أن انقلب السحر على الساحر؛ إذ أصبحت الأم نجمة بعد استضافتها على أكثر من قناة غربية ولقيت دعم الكثير من المشاهدين الذين قاموا بإطلاق هاشتاغ باسم طفلتها لقهر صديقاتها المزيفات.

من حق الإنسان أن يعبر عن رأيه، ويشارك الغير به، على أن يبقى الرأي في حدود الذوق والأدب وحسن الأخلاق، وأنا لا أدافع عن هيفاء وهبي، فهي إنسانة راشدة، وهي من ارتأى أن هذا العمل قد يزيد من رصيدها فنيا ومهنيا وماديا، ولكن لماذا يتقصد البعض الإهانة إلى أبعد الحدود؛ فهيفاء لم تفرض على أي شخص أن يشاهد عملها هذا، ومنذ طرح الأغنية على الإنترنت شوهد العمل أكثر من مليون مرة في فترة يومين، ولا يمكنك أن ترى هذا الكليب إلا إذا بحثت عنه، لذا أريد أن أعرف لماذا يبحث هذا النوع من الفضوليين عن المتاعب؟

"الشرق الأوسط"