الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٢٦ صباحاً

خور مكسر .. قصة 24 ساعة حرب

محمد باهارون
الاربعاء ، ٢٩ ابريل ٢٠١٥ الساعة ٠٥:٢٧ مساءً
لست ادري من أين ابدأ وكيف اشرح لكم مأساتنا المركبة في خور مكسر ..

اليوم فرق خاصة من الحرس الجمهوري بعتادها الكامل اقتحمت البيوت و أخرجت النساء و الأطفال و اعتقال كل من يشتبهون به من الرجال و الشباب أنهم من المقاومة بعد عمليه قصف عشوائي بسلاح المتوسط و الثقيل و تصاعد أعمدة الدخان من البيوت المشتعلة وجثث الشباب مرمية في شوارعنا تم قنص صديقي محسن عامل قدم من حضرموت بحثا عن رزقه في عدن في بقالة ثمود فكان رزقه الشهادة رصاصة مباشرة في الرأس و حين حاولوا أربعة من الشباب إنقاذه تم قنصهم الواحد تلو الأخر و لم يستطع احد الاقتراب منهم .

خذلان لمقاومة خور مكسر من داخل خور مكسر و من بعض المديريات القريبة منا .. ولكن كثافة النيران و قذائف الدبابات التي أشعلت البيوت ومن ضمنها بيتي و بيت الوالد الذي انتهى تماما ربما كانت السبب في إخراج المقاومين لأنفسهم و لأسرهم من الخور مكسر .
شهدت اليوم خور مكسر نزوح جماعي للأسر حتى ان بعض الأسر نزحت سيرا على الأقدام من داخل خور مكسر .
الطيران قصف عمارة في شارع الأطباء كان يتمركز و يختبئ الحوثه فيها فانهارت على احد البيوت التي لم ينزح سكانها في خور مكسر .

مأساة فوق مأساة و الم يزداد حين تعلم انه تم إعدام شباب من جيراني لم ينزحوا لأنهم تأخروا فتقطعت بهم السبل فدخلوا لهم إلى بيوتهم وتم إعدامهم داخل البيت .
قال لي أخي الذي خرج مع الباص الجيران الفار الذي لا يتسع إلا لعشرة أشخاص ولكنه بقدرة الله اتسع لخمسة عشر بالغ و ستة أطفال مع عفشهم وراشنهم .. كل الألم حين ترى نظرات الأمل في وجوه جيرانك التي انقطعت بهم السبل حين يروا الباص وترى بعدها نظرة اليأس حين يروا في وجهنا عجزنا في أخذهم معنا .

سماء خور مكسر مليئة بدخان الحرائق المنبعثة من بيوتنا معاناتنا تزيد حين ترى أشباه البشر في وسط المعاناة يقومون بنهب البيوت التي خرج منها أهلها .
صرخ أطفال الجيران و نسائهم واستعجال الرجال لأسرهم في أصوات يملئها الخوف كي ينزحوا من خور مكسر .
أمي انفجرت بالبكاء فرحا حين و صل أخي بدر الغائب عنها قرابة العشرين يوما .. ولكن حين سألت أين أخوك حسن انفجرت بالبكاء مرة أخرى حين قال لها لم نستطع ان نصل إليه الغائب عنها قرابة الخمسة و العشرين يوما .
اللهم إني استودعك أخي أبو إسلام حسن باهارون وكل شباب الخور وان تردهم سالمين غانمين إلى أهليهم و زوجاتهم و أولادهم .

المعاناة في الجانب الإنساني هي الأشد اتصل بي احد الإخوان الذي اسأل الله ان يجمعني به على خير انه لا يجد ما يأكله منذ فتره فقط وجبه واحد من الأرز و معجون الصلة المخفف بالماء هو وبعض قطط الشارع التي تجمعت في حوش منزله هذا وهو موظف وله دخل ثابت فما بالكم بمن دخله يومي .

هذه معاناة العشرين الساعة الماضية ليوم الثلاثاء 28-ابريل-2015 .. هذه المعاناة لم تستثني احد .. و القذائف و الرصاصات لا تبحث في انتماءات ضحاياها .. فلا تزيدوا معاناة الناس في الخلاف على القشور وغوصوا إلى عمق المعاناة و انظروا إلى الانسان .
ها انا اليوم لا بيت لا وضيفة لا ملابس إلا ما اخذته على عجالة في بيت مع سبع اسر نزحت من خور مكسر إلى كريتر .
رغم كل الالم لكني لم افقد الأمل ولن أتخلى عن الحلم و كلي ثقة بأن الفرج قريب .
دعواتكم
--
لن يفلتوا من العقاب.