الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:١٨ مساءً

خطورة تبادل الشعارات بين الطائفي والوطني

حسين الوادعي
الخميس ، ٣٠ ابريل ٢٠١٥ الساعة ٠٤:٤١ مساءً
يخوض اليمنيون في عدن وتعز و ‏مارب و ‏ابين و ‏لحج و ‏الضالع صراعا مصيريا ضد خصم طائفي وحشي وشرس دفاعا عن امنهم وكرامتهم وحياتهم.

لكن الغريب ان الخصم الطائفي يرفع شعارات (وطنية) في معركته الطائفية (السيادة، الدفاع عن الوطن، محاربة الارهاب، الدستور والقانون)، بينما تتورط المقاومة الشعبية (الوطنية في جوهرها) برفع شعارات طائفية ومناطقية (شمال وجنوب، زيدي وشافعي، حرب صعده ضد تعز، او حرب شمال الشمال ضد الوسط)!
...........................
في السجالات السياسية والفكرية الساخنة يحدث ان يتبادل الخصوم اليات ومنطلقات النقاش. في السجال بين العلمانيين والاسلاميين مثلا شاهدنا كيف يتبنى كل طرف شعارات الطرف الاخر كنوع من تعزيز الموقف عبر الاسيلاء على اليات الخصم السجالية.

لكن في المواجهات بين خصم طائفي وخصم وطني يصبح تبادل اليات السجال والنقاش خطيرا.
يصبح خطرا جدا ان تتبنى الجماعات الوطنية خطاب (الطائفة) الضعيفة التي تتعرض لظلم الطائفة الاقوى، بل وقد تنحدر الى اعادة تفسير التاريخ الوطني على انه صراع بين طوائف ومناطق غالبة ومغلوبة.

...........................
في الحرب الاهلية الدائرة نجح الخصم الطائفي في جر الخصم الوطني الى ملعبه وتبني اليات تفكيره. وعندما يحدث هذا ينتصر الطائفي وينهزم الوطني بالضروة. لان الطائفي يكسب من التبني الشكلي لخطاب الهوية الوطنية. فهو بذلك يحد من قدرة خصمه الوطني على السجال والمواجهه ، بينما يخسر الوطنيون من تبني المفاهيم الطائفية لانهم يضيقون دائرتهم الاخلاقية ويوسعون دائرة التحرك الميداني للخصم الطائفي..

يقول نيتشه: "عندما تصارع الغول،حاذر ان تتحول الى غول مثله". واؤكد هنا: " في صراعك مع الطائفي احذر ان تتحول الى طائفي مثله".