الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٠١ مساءً

عبد الملك الحوثي لابنه: إياك والحرب...!

علي العمراني
الأحد ، ٠٣ مايو ٢٠١٥ الساعة ٠٣:٠٨ مساءً
أثتاء فترة حصار صنعاء، وقبل اجتياحها من قبل الحوثيين في غفلة من الشعور بالمسؤولية الوطنية لدى الجهات التي كانت قادرة على صد الإجتياح، شاهد الناس استعراضا مليشاويا مستفزا لمجاميع حوثية على أبواب صنعاء وهم يحملون على ظهورهم رشاشات وصواريخ RBG وما شابه..

أمس شاهد الناس أبناء جبل صبر بمحافظة تعز، وهم يستعرضون بسلاح مماثل للسلاح الذي استعرض به الحوثيون قبل سبعة أشهر .. وبالتأكيد، فإن ذلك السلاح الذي استعرض به أهل جبل صبر أمس ، لم يكن بحوزتهم عند الإستعراض الحوثي المسلح المشار إليه آنفا، ولعلهم مثل غيرهم لم يفكروا في امتلاك ذلك السلاح وحمله قبل حروب الحوثي العدوانية ..

قبل عشر سنوات كان مرافقو نائب برلماني مقرب من القصر ومعروف بالطيش حينها مع أنه شيخ كبير ، يشهرون السلاح في وجه رئيس مجلس الوزراء السابق عبد القادر با جمال في فناء مجلس النواب ، مما أثار استهجان كثيرين حينها ..

وعُقِد لقاء في عصر ذلك اليوم في منزل النائب سلطان البركاني ضم نوابا كثيرين بما فيهم متعاطفين ومحسوبين على عالم الشيخ النائب الطائش إياه ، قلت يومها في ذلك الإجتماع : من الأفضل للجميع التحاور بالكلام والأقلام ودعوا السلاح جانبا، لأنكم قد ترون عجبا وما لا يسر، حتى من أصحاب ربطات العنق إذا أصر البعض أن يأخذ حقه ويفرض أجندته بالسلاح دائماً ...

ضربت حينها أمثلة من الحرب الأهلية اللبنانية، وكيف أن المتمدنين جدا كانوا أكثر فتكا وشراسة عندما اضطروا إلى حمل السلاح ، ومنهم أطباء ومهندسين ...!

كل أساطين الحرب الأهلية اللبنانية يتمنون اليوم لو لم يخوضوا تلك الحرب ، وقال وليد جنبلاط لابنه تيمور، قبل أيام في تغريدة تويتر : إياك والحرب .! وكاد جنبلاط يعتذر عن المشاركة في الحرب الأهلية وفقا للكاتب اللبناني سمير عطا الله ..

لو كنت أمس قريبا من عبد الملك الحوثي، اثناء مشاهدة استعراض أصحاب جبل صبر الأعزاء، لقلت له : هيا ارتحت ..؟! هذا هو جبل صبر، وهاهو صبر الناس الطيبن والمسالمين قد نفذ، وهاهم يفعلون مثلما تفعل يا صاحب المسيرة القرآنية، وقد يكونون أشد، لأنهم يصدون عدوانا حقيقيا وظلما..

قد يقول كثيرون : ألم تر أيضاً أهل عدن أم الحواضر والمدن..؟!

والجواب : ومن لم ير عدن وأهلها رجالا ونساء وهم يصدون عدوانا بينا وجنونا لا مبرر له..

غير عدن وتعز هناك كثير.. هناك من فقد خمسة من أبناءه دفعة واحدة بسبب غزوات الحوثي ، في مارب وغيرها، أحمد مبارك الشليف مثالا..
وأعلم أن أهل اليمن جميعا قبائل ومدنيين لا يرغبون في الحرب، وهم لم ينخطرطوا فيها جميعا بعد، مع أن بلواها وشرورها قد أصابتهم جميعا..

أخي عبد الملك الحوثي : تراجع وأوقف الحرب رجاء .. وكف عن رغبة التوسع والسيطرة بقوة السلاح .. لا أحد تسبب في الحرب ومآسيها سواك.. وشعبنا شبع من الحروب الأهلية .. لكنك تفرضها على الناس فرضا... وجنونكم هو الذي جلب الويلات من وراء الحدود..! جلب العاصفة.. قف وسيقفون جميعا ..

من فاضي لنا يا أخي ..؟

هل سيأتي يوم يقول فيه عبد الملك الحوثي لابنه : إياك والحرب...!؟ وهل سيأتي يوم يعتذر فيه عبد الملك عن الحرب..؟

عسى أن يكون قريبا..!