الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٥٤ مساءً

اقتل لتأكل؟!

محمد العميسي
الاثنين ، ٠٤ مايو ٢٠١٥ الساعة ٠٩:٣٤ صباحاً
يتندر صديقي على الجيش اليمني قائلاً "أين خيلت براق لمع والاستعراضات العسكرية" مشيراً لاحتفالات كان يستعرض الجيش فيها قوته أمام مجموعة من المسؤولين والمواطنين وعلى شاشات التلفاز.

جيشنا العظيم الخارق "رابع جيش على مستوى العالم العربي". تحول لمليشيا بين ليلة وضحاها. ولكم أن تتخيلوا عظمته بطريقتكم.

تغرق في التفكير يمنة ويسرة ولا تجد ما قد يبرر لجندي أن يخون شرفه العسكري ويتحول لمرتزق يقتل بلقمة عيشه.
كن لصاً أيها الجندي تسلل إلى المساكن والمتاجر واسرق لقمة عيشك اللصوصية حين تقارن بالارتزاق تصبح نبلاً.
يتسلل اللص ليسرق بعض الحاجيات وربما الطعام. ويتسلل الجندي المرتزق ليسرق الأرواح ويستنزف الكرامة فتتلاشى المبادئ والقيم. كأي شيء جميل تقتله الحرب.

حتى الحروب بقبحها تحتفظ بشيء من النبل. والنبل فيها أن تقاتل لهدف ولغاية غير كسرة الخبز وغير الانتصار لثارات الشيطان.

صديق أخر يبكي على سلاح الجيش. " يا أخي دمروا الجيش " أما أنا فانظر إليه ضاحكاً وأقول تقصد المرتزقة.
وبقدر الغيض الذي يجده صديقي من المستهزئ بالجيش يرى ملايين اليمنيين للجندي كآلة موت قد تحصد أرواحهم في أي لحظة. ودون أن تخبرهم بالسبب. ربما يكون طلباً أخيراً للإنسان أن يعرف لماذا يُقتل.

دعونا ننظر للموضوع من زاوية أخرى.

الجيش يقوم بواجبه في الدفاع عن البلد ضد الخونة!.
ولنا أن نتخيل الخونة على هيئة شباب خرجوا للساحات للمطالبة سلمياً بحقوقهم فقتلوا كخونة ثم تنكر الجيش البطل لهذا العمل بل تاجر قادته بدمائهم كشرفاء.
لكم أيضا أن تتخيلوا الخونة كأنس السعيدي وحميد القشيبي ونيفين راجح. وبين أنس ونيفين خونة لا حصر لهم أرادوا أن يعيشوا بكرامة.

حتى ذلك الجندي المعاق وقف على عكازه عبثاً يحاو أن يدافع عن وطنه. الوطن الذي خان "الزعيم" وأنحرف عن إرادته. أنكسر العكاز وأنكسر معه الشعب وانكسرت الكرامة وتلاشى شرف العسكرية. وتفشت عدوى الارتزاق. وأعتنق الجنود مبدأ "اقتل لتأكل". وكأي حيوان متوحش يقف الجندي متوثباً ليجد فريسته التي لولاها لما منح راتبه الشهري. إنه يأكل بعرق جبينه "يصطاد" أما قادته فيأكلون الجيف.

في سوريا أيضا جيش وطني هو نسخة متقدمة من جيشنا لم يكن جيشنا قد وصل إلى المستوى من الوطنية التي وصل إليها جيش الأسد. فهو يلقي برميلاً متفجراً على المدينة دون أن يكلف نفسه عناء الخوف على قيمته. فهو على كل حال سيدمر المزيد من المنازل ويحصد المزيد من الأرواح. والمهم لدى الجيش "الوطني جداً" ألا تذهب قيمة البرميل هدراً.

ولصديقي الباكي على السلاح أقول: أثبتت عاصفة الحزم أنه لم يكن لدينا جيش بل حراس للمخلوع وعائلته فقط. بينما تدك معسكراتهم من قبل طائرات التحالف يستبسلون في اجتياح كريتر والمعلا وشبوة وتعز.
ماذا يعني جيش يتحرك دون إذن من قائده الأعلى؟ بل يتحرك لقتل هذا القائد ويقصف قصره بالطائرات ويبدع في تدمير حياة الناس وآمالهم. ثم نبكي على السلاح الذي كان سيخلص الشعب من حياته ويحيل حياة البقية إلى جحيم.

يبكي صديقي على سلاح بيد مرتزقة يحركها من يدفع أكثر ولن يمانع الجيش المرتزق هذا أن يقوده فرد من مليشيا أنهكت البلاد بحروبها العبثية واستنزفت الجيش والدولة لسنين.

أما أنا فأفكر ماذا لو كنا بلد بلا جيش هل كان حالنا بهذا السوء. فجيشنا هذا لم يستطع أن يدافع على الأرض أمام من يقصف معسكراته ولم يسلم الناس شره بل سلط آلته العسكرية لقتلهم.
خلاصة:
كنا ننتظر البراميل المتفجرة تلقيها الطائرات على الشعب لكن الله لطف بهذا الشعب المطحون ونزلت القنابل على المعسكرات.

لا حاجة لنا بمعسكرات لا تجيد الا قتلنا.