الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٣٣ صباحاً

سرقة إرادة الشعب؟

أحمدغيث الكواري
الاربعاء ، ٠٦ مايو ٢٠١٥ الساعة ١١:٢٨ صباحاً
تناولنا في مقال سابق النتائج الكارثية التي كانت بانتظار دول الخليج العربي في حال لو لم يتم البدء بعاصفة الحزم ودك المخطط البغيض الذي تمادى وطغى، إلى أن عمي عن الرؤية بوضوح، وساقته غطرسته المتطرفة إلى أن يعتقد أن دول الخليج العربية قد أصبحت لقمة سائغة، بعد أن سيطروا عن بعد على صنعاء، مدينة التراث والحضارة اليمنية العربية الأصيلة.

لن أبالغ إذا قلت وباختصار واضح وجلي أن عاصفة الحزم لو لم تكن قد بدأت في الموعد الذي نفذت فيه لأصبحت للحوثيين الآن -مدعومين بالميليشيات- لهم اليمن خالصة دون منازع، لكنها إرادة الله ثم حكمة الملك سلمان وإخوته قادة دول الخليج ومن ساندهم، لبتر يد المعتدي، وقطع دابر المفسدين.

ذلك المخطط القذر كان سيصبح واقعاً، وتأملوا ما كان أسوأه من واقع، والذي نرى بعضاً منه أمام أعيننا ينفذ، وللأسف بأياد يمنية عميلة تتبع عقائدياً وسياسياً أجندة خارجية، وإن اختلفت أو تباينت ظاهرياً، تلك الأيادي القذرة التي يتم تصويرها على أنها من مكونات الشعب اليمني الأصيل والشعب اليمني منها براء، فيما الحقيقة أن تلك الأيادي المتمثلة بالحوثيين والمخلوع علي صالح ومن معه، وهم نسبة نكرر ونؤكد أنها لا تتعدى %8 من جملة الشعب اليمني، هذه الفئة الباغية قد أزالت كل الخلافات السياسية فيما بينها، وتوحدت لتقف ضد الشعب اليمني الذي خرج ليرفض الهيمنة عليه تحت أي شكل من الأشكال، ويرفض سرقة إرادته والحديث باسمه كما يفعل الحوثيون الآن الذين يتشدقون بأنهم يمثلون إرادة الشعب اليمني وهم كاذبون، وقد بينت وكشفت الأيام لمن لم يكن يعرف حقيقة هذه الفئة الباغية أنهم الأداة التي ظلت البؤر الخارجية ترعاها وتنميها لتنقض في نهاية المطاف على دول المنطقة، عبر هؤلاء الرعاع الذين يبغضهم الشعب اليمني ويمقتهم، ولن يرضى بهم ولن يقبل بحكمهم ولو بقوة السلاح، وإن تم لهذه الفئة الضالة ذلك، فالشعب اليمني الأبي كان كفيلاً بمقاومتهم حتى دحرهم ولو بعد حين، لكن المدد الذي وصلهم من الخارج قد أحدث فرقاً على أرض الواقع، وهو ما جعل من عاصفة الحزم الكي للمرض الذي لم تنفع معه كل معالجات وتفاهمات الأمم المتحدة العقيمة، ولم تجد نفعاً مع ميليشيات الحوثي الباغية، فكان آخر العلاج الكي وبالوقت المناسب.

وحتى يبرأ اليمن من هذا المرض اللعين (الحوثيين وأنصار المخلوع) لا بد أن يكون الكي ناجزاً ومستمراً حتى يموت العضو الخبيث ويستأصل، حتى لا يعود المرض للجسم اليمني مرة أخرى، وقد ينتقل منه إلى الجسم الخليجي، وهو مطمعهم، والذين ينظرون إلى منطقتنا بنظرة أجدادهم ولم يغيّر فيهم دين ولا تمدن ولا حضارة ولا إنسانية شيئاً من تلك النظرة الخبيثة فكل هذه القيم لم تهذب أنفسهم البغيضة الحاقدة، اللهم ما يبدونه في بعض ممارستهم المتناقضة والمكشوفة المعهودة والمعروفة لديهم بإخفاء سوء خلقهم، وإظهار غير ذلك، إذ لا يزالون يحملون في طياتهم آلام وآمال الماضي الذي يتمثلونه بطراً في تصريحات أهم قادتهم ومسؤوليهم، بأنهم قد أصبحوا إمبراطورية كما كانوا قديماً، وهذا شيء يُعرف مغزاه، ونرى بوادره ماثلة على أرض الواقع.

إلا أن عاصفة الحزم قد عصفت بكل تلك الأطماع، وذهبت بها أدراج الرياح، وسيكون لهذه العاصفة وما بعدها، إن هي استمرت، ولا مفر من استمرارها، ولا بد أن تتواصل وتبقى، ويبقى الحصار على اليمن وحراسته براً وجواً وبحراً من تدخلات العابثين المخربين، وهذا مطلب يجمع عليه غالبية اليمنيين، باستثناء تلك النسبة الضئيلة الــ %8 التي تعرف أنها ستخسر اليمن حتماً، لأنه أكبر منها وأكبر من أحلامها وأطماعها وتحالفاتها المشبوهة، لذلك لا بد أن تتواصل عاصفة الحزم حتى الحسم، وحتى تحقق الأهداف وتخرج اليمن، يمن العروبة والإسلام الحنيف المتسامح، الذي يمثله غالبية اليمنيين، من براثن الفئة الباغية الطاغية.

"العرب القطرية"