هناك بين المنسيين حيث لا يعلم عنه أحد .
الرجل الذي ظل طيلة عمره يعلم الحرية ينام في المعتقل .
عزيز القوم في يد مشروع الإهانة .
القيادي الأبرز في الحزب الأكبر في البلاد لا يعلم أحد عن مكانه ولا أي سجن يؤويه !!.
الكهل الذي عاش في حضن النضال والسياسة قطعت عنه كل الأخبار يختفي قسريا في يد سجان بلا هوية .
أفكر في سجانك ، أتساءل إن كان يعرف أي رجل في قبضته ؟ وأي بطل وقع في أسره ؟
الحرية كلها مقيدة في المعتقل ، والرجولة كلها مخطوفة عند أشباه الرجال ، وفي يد الجهالة وقع أستاذ الأجيال أسيرا .
أسيرا بلا مذكرة اعتقال .
منذ سبعة وعشرين يوما في الغياب ،
لم تتشكل لأجله العصابات وفرق الاغتيالات
لم يعلن حزبه النفير العام وإعلان التعبئة
لم تقم قبيلة من أجله بالنكف القبلي
لم يذكره قرار مجلس الأمن وقد كان آخر رجل يغادر طاولة الحوار.
ليس هناك دولة كان قد قدم لها خدمة من أي نوع ستقوم بالتوسط والضغط لإخراجه وتحريره .
لا أحد يدري أين الأستاذ محمد محمد قحطان !!!
وهو الذي طالما كان وسيطا ، ولطالما ساعد بجاهه الناس ، ولطالما مد يد العون !!.
أنت في المعتقل ، ولكنك أيضا في قلوب الرجال تلهمهم البطولة وتعلمهم التضحية .
أنت في الغياب ، وأنت حاضر كما لم تكن من قبل .
أنت في السجن حرا ، الحرية حيث أنت ، وكل العبودية خارج السور .
أيها البطل
لا تخرج من المعتقل ، إلا وقد نسفت قيودهم .
سلام عليك أيها الشامخ أبدا
