الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٢٣ مساءً

عن اللصوص الوافدون إلى الرياض!

حبيب العزي
الخميس ، ٠٧ مايو ٢٠١٥ الساعة ١١:٥٦ صباحاً
على وقع الضربات القوية التي هزّت العاصمة صنعاء وأخواتها من المدن اليمنية، كأنها سلسلة زلازل وهزات أرضية، حدثت على إثرها ارتدادات عكسية ارتجفت لها قلوب أولئكم القوم، الذين تذكروا فجأة بأن هناك شرعية ورئيس شرعي يجب الاعتراف به، ومن فرط هولها تأكد لهم تماماً بأن ولي نعمتهم "السعيم" ونجله أصبحا -بالفعل لا بالقول هذه المرة- صفحة من الماضي، ولم يعُد هنالك من جدوى لربط مصائرهم بمصير شخصين أصبحا منبوذان محلياً وإقليمياً، كما ومجرمان في نظر المجتمع الدولي ومطلوبان للعدالة.

بعضهم بحجة المرض وإجراء الفحوصات، والبعض الآخر بذريعة الزيارة والعمرة، هرب جميع اللصوص إلى الرياض، فأعلنوا انشقاقهم عن حزب زعيمهم وولي نعمتهم المخلوع، كما وأعلنوا تأييدهم لعاصفة الحزم، واعترفوا بشرعية هادي رئيساً للبلاد، وليت شعري من بقي من اللصوص لم ينشق عن حزب "السعيم"، ولم يصل الرياض بعد؟! عدا صالح ونجله، وطالما وأن السيد رياض ياسين قد تنبأ بإمكانية انشقاق "نجل السعيم" عن الحزب وعن والده أيضاً، فأنا أقترح عليه أن يوجه لهما دعوة رسمية، لحضور قمة الرياض القادمة، وبالمرة دعوة أخرى لعبد الملك الحوثي، وقده على رأي المثل القائل: "وارحبي يا جنازة فوق الأموات".

توافد الجميع إلى الرياض، ليلحقوا بالقطار قبل أن يغادر المحطة، قدَّموا للرئيس هادي ولمستضيفيه فروض الطاعة والولاء، تعاملوا مع الموقف بتكتيك خُيِّل لهم أنه غاية في الذكاء، وتصوروا بأن شعباً عظيماً خلفهم لا يتابع أو يرى، أو أنه قد بات أغبى الأغبياء. ثقوا يا أيها البلهاء، أن ذاك الشعب يرقبكم من بعيد.. إنه ينظر إليكم بنوع من الازدراء.

ثقوا أن شعبكم يُدرك تماماً أنكم ما هربتم سوى لهثاً وراء الغنائم والهبات، وطمعاً بمزيد من "اللطش والهبرات"، ولتأمين مواطئ أقدام لكم، أملاً بتحقيق أعلى معدل في امتلاك الثروات. حُبكم للأوطان نادرٌ وفريد، لا يُشبهه شيء عدا نار جهنم، يُقال لها "هل امتلأت فتقول هل من مزيد". قد ابتلانا الله بكم لعقود، فكان صبرنا جميلاً، وتماديتم أنتم بالجحود، كان ولايزال مجرد وجودكم أمام أعيننا هو نوعاً من العذاب، الذي يضاف إلى عذاباتنا اليومية، وكم ستكون نعمة كبرى يمُنُّ الله بها علينا، إذ لا نسمع أصواتكم، أو نقرأ أخباركم، وأكبر خدمة ستسدونها لنا ولشعبكم، هي أن تغربوا عن وجوهنا وإلى الأبد، فابتعدوا عن طريقنا "بحجر الله".

ما نعلمه جيداً أن مؤتمر الرياض المزمع عقده في الـ 17 من الشهر الجاري، هو لرسم مستقبل اليمن بعد عاصفة الحزم وابنتها أمل، واللتين ما جاءتا بالأساس، إلاّ لإنقاذ الشعب اليمني وحمايته من براثن الفساد والمفسدين، أو هكذا قالت لنا دول التحالف والرئيس هادي الذي استدعاها، كتبرير للعاصفة، ومن المؤكد لدى الشعب اليمني أن أولئك الوافدون على الرياض، للمشاركة في رسم مستقبله السياسي، هم أنفسهم من ارتكب بحقه الجرائم المركبة، أكان خلال ثورة 2011 أو قبلها أو بعدها، وهم لا يختلفون كثيراً عن صالح ونجله، وبالتالي فالمُفترض والطبيعي أن عاصفة الحزم كانت قد جاءت لمعاقبتهم جميعاً.

نتفهم جيداً أن رسالة الحزم كانت موجهة بالأساس صوب إيران، وقد وصلت وقرأتها جيداً، وحققت المملكة هدفها الرئيس دون شك، لكننا لا نتفهم مطلقاً، كيف أن المملكة تستقبل ذات الأشخاص الذين ثار عليهم الشعب، مِثلهم مثل صالح لا فرق، والذين كانوا هم الذريعة التي اتكأت عليها لشن عاصفة الحزم، بهدف إنقاذ الشعب اليمني من جرائمهم، أو أنها نسيت ذلك بعدما حققت هدفها الرئيس؟!.

أي مستقبل لليمن ذاك الذي سيشارك في رسم ملامحه اللصوص وأصحاب السوابق؟! إنه وبلا شك، لن يكون سوى يمناً حالك الظلمة متشحاً بالسواد!، هل كان مطلوباً من اليمنيين أن يدفعوا كل هذه الفواتير الباهظة الأثمان، وأن يتحملوا كل تلك الجرائم، التي اقشعرَّت من هولها الأبدان، كما ويُفرض عليهم كل هذا الحصار الخانق، ويوضعون داخل سجن كبير، وتمنع عنهم كل أسباب الحياة، فقط من أجل إجبار هؤلاء السفهاء بالحضور إلى الرياض؟! وليس إلى مكان آخر.!

علينا جميعاً كيمنيين أن نتكاتف لإيقاف هذا الهراء، ولوضع حد لتلك المهزلة، التي لا يمكن أن يقبل بها إلا فاقداً للعقل، أو مسلوب الإرادة، بعد كل تلك التضحيات، وبعد أن تسبب هؤلاء المجرمون بتحويل بلدهم إلى مجرد خرابة كبيرة، لم تعد تصلح للموت، فما بالك للحياة.