الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٤٤ مساءً

هل تصمد الهدنة ؟

المدائن
الثلاثاء ، ١٢ مايو ٢٠١٥ الساعة ٠٢:٠١ مساءً
مساء هذا اليوم الثلاثاء، تدخل الهدنة التي اقترحتها السعودية، على لسان وزير الخارجية، عادل الجبير، يومَها الأول، على أن تمتد لخمسة أيام. وبرغم ترحيب الحوثيين بالهدنة، إلا أن مؤشّرات كثيرة لا تدلُّ على إمكانية الالتزام بها من طرفهم؛ لعدّة سوابق كشفت عن ذلك.

فعندما قرّرت السعودية، فجأة، إيقاف عاصفة الحزم ، قبل أسابيع؛ تمهيداً للبحث عن سبُل أخرى للمفاوضات، لم يحترم الحوثيون تلك البادرة، وواصلوا إطلاق النار العشوائي على المدنيين في المدن اليمينة المختلفة؛ بل اتّخذوا من تلك المبادرة فرصةً لالتقاط الأنفاس، وتنظيم صفوفهم؛ فشهدت الأيام التي تلت الإعلان عن عملية "إعادة الأمل" أشدَّ أنواع القتال، بين الحوثيين، والمقاومة الشعبية اليمينة.

وبحلول مساء هذا اليوم سينتظر الجميع تطبيقات الهدنة، وستتكشّف مجريات الأحداث عن مدى التزام الحوثيين بهذه الفرصة.

فإذا ما خرق الحوثيون التزامات الهدنة ــ وهذا متوقَّع ــ فإن الترتيبات العسكرية التي حشدت عبْرها السعودية أرتالا جديدة من قوّاتها المسلحة، ودفعت بها إلى الحدود الجنوبية للمملكة، على تخوم نجران، وجيزان، ستتكشّف عن تحوّلات جديدة في مصير هذه الحرب.

علينا أن لا نستبق الأحداث، بيد أن ما هو مؤكَّد أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين لن يهدأ لها بال، حتى تنتهي هذه العملية التي قادتها في اليمن إلى نهاية مُشرِّفة.

ولأهمية هذا الملفّ اليمني، وخطورة تداعياته، ربما أراد الملك سلمان أن يوليه أهمية قصوى، حتى على مناسبة اجتماع كامب ديفيد العتيدة.

الهدنة فرصة قدّمتها السعودية؛ لتأكيد نواياها السلمية، وميلها إلى إغاثة المتضرّرين، وإيصال المواد الضرورية، وانقاذ الملايين من المصير الذي ينتظرهم في ظلِّ قبضة الحوثيين. وإذا ما أخطأ الحوثيون قراءة الرسالة؛ بالتأكيد ستكون النتائج بعكس ما يتوقعون.