الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٣٠ مساءً

مساعدات إيران اللاإنسانية لليمن!

نبيل سبيع
الخميس ، ١٤ مايو ٢٠١٥ الساعة ١١:٤٥ صباحاً
هذا ما تفعله إيران لليمن:
تتركه يتعرض لحرب ضارية طوال شهرين دون أن تحرك ساكنا، ثم حين تأتي هدنة لإدخال مساعدات إنسانية له بعد شقِّ الأنفس تأتي هي لإفساد هذه الهدنة وإسقاطها!
والمشكلة أنها تقوم بهذا بحجة تقديم مساعدات إنسانية لليمن!

ماذا فعلت إيران لليمن طوال شهرين من الحرب السعودية الضارية على هذا البلد؟ بل ماذا فعلت لحلفائها الحوثيين فقط طوال هذه الحرب؟
لاشيء سوى الكلام الفارغ!

لاشيء على الاطلاق سوى محاولة واحدة لهبوط إحدى طائراتها في مطار صنعاء، قالت طهران إنها تحمل مساعدات انسانية لليمن. لكنْ، لو كانت حريصة على إيصال المساعدات للشعب اليمني لأمكنها هذا عبر منظمات الإغاثة الدولية المخولة بذلك. غير أن محاولتها هذه بدت كمحاولة لتحدي السعودية وحلفائها والمجتمع الدولي أكثر منها لمساعدة الشعب اليمني، وهي محاولة التحدي التي انتهت بقصف مطاري صنعاء والحديدة، ومنع مساعدات المنظمات الدولية من الوصول وعودة الكثير من العالقين خارج البلد، وأدت في النهاية الى تشديد الحصار أكثر على اليمن!

واليوم، حصل الشعب اليمني على هدنة إنسانية مؤقتة لخمسة أيام بعد ضغوط كبيرة مارستها الولايات المتحدة على السعودية وحلفائها في الحرب، وهي الهدنة التي تريد واشنطن لها أن تكون مقدمة لوقف إطلاق نار دائم.

اليمن بلداً وشعباً بات بحاجة ماسة لهذه الهدنة الإنسانية التي بالرغم من محدوديتها الزمنية إلا أنها ستتيح لليمنيين فرصة لإلتقاط أنفاسهم والحصول على ماتسنى لهم من احتياجات أساسية معدومة.

لكن إيران قررت القيام بعرضها المتكرر، عرضها السخيف والمبتذل ذاته، عرض ارسال المساعدات الإنسانية التي لاتصل للشعب اليمني ولن تصل إليه حتى وإن دخلت اليمن: فهي ستصل للحوثيين وحدهم الذين يسيطرون أصلاً على معظم المقدرات والوقود المتوفر داخل البلد، هذا إنْ وصلت إليهم.

وفي النهاية، علامَ يحصل الشعب اليمني من وراء مساعدات إيران؟

على منوال المقولة الشائعة "لا يرحم ولا يترك رحمة ربنا تنزل"، لا تصل المساعدات الإنسانية الايرانية الى الشعب اليمني، ولا تترك المساعدات الانسانية المرسلة من دول أخرى ومنظمات دولية تصل. وليست المساعدات الانسانية كل شيء رغم احتياج الكثير من اليمنيين لها، لكن هناك أمراً آخر تفسده وتسقطه مساعدات إيران: الهدنة الإنسانية المهمة لليمن بحد ذاتها.

وفوق هذا وذاك، لاحظوا:
إيران ارسلت سفينة مساعدات "إنسانية" واحدة، وأرسلت معها سبع بوارج حربية لمرافقتها! وإذا رأيتم أي دولة تفعل هذا، فادركوا أن سفينة المساعدات الإنسانية هي آخر شيء يهمها في موكب السفن هذا!
المضحك أيضاً هو التهديد الذي أطلقته ايران اليوم: لقد هددت بإشعال حرب ستحرق الخليج كله إذا لم يسمح لها بادخال سفينة مساعداتها لليمن خارج آلية وإشراف الأمم المتحدة!

ياللروعة!
يالحبك الكبير لليمن ياإيران!
لم تحرك إيران ساكنا منذ بدء الحرب السعودية القذرة على اليمن ولم تلوح حتى بأي تهديد حرب رغم أنها وحلفاءها المتسببون الرئيسيون بهذه الحرب. ثم تأتي وتقول إنها ستشعل حربا شاملة تحرق الخليج كله إذا لم يسمح لها بإدخال سفينة المساعدات للشعب اليمني!
هذا الهراء لايمكن أن يدخل رأس أحد حتى وإن كان هذا الـ"أحد" نعجة.

حتى لو قالت إيران هذا الكلام لنعجة، لردت عليها النعجة:
على غيري يا إيران!

من صفحته على "الفيس بوك"