الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٣٧ مساءً

الصواريخ المقدسة!

نبيل سبيع
الاربعاء ، ٠٣ يونيو ٢٠١٥ الساعة ١١:٣٦ صباحاً
السعودية لا يضيرها ظهور الحوثيين بمظهر الميليشيا القادرة على تصنيع الصواريخ، بل من مصلحتها ذلك، وقد تضم طبولها ومطبليها الى طبول ومطبلي الحوثي في التطبيل للصواريخ الصعداوية البدائية وتصويرها بأنها تشكل تهديدا وخطرا حقيقيا حتى وإن لم تكن كذلك.
بدأت السعودية حربها في اليمن تحت أهداف عدة في مقدمتها القضاء على "القدرات الصاروخية" والأسلحة التي كان يمتلكها الجيش وسيطرت عليها ميليشيا الحوثي. وبعد أن قضت على معظم أسلحة الجيش، ظهر الحوثيون يتحدثون عن امتلاكهم "قدرات تصنيعية" كبيرة وقادرة على تصنيع أجيال متتالية من الصواريخ "الخطيرة"!
"عز الطلب!"، بالنسبة للسعودية التي تواجه ضغطاً دولياً لإيقاف الحرب، ضغطاً ينكره الحوثيون لكن هذا لايعني أنه غير موجود. تستطيع الرياض الآن القول إنها لن توقف الحرب حتى تتمكن من القضاء على "القدرات التصنيعية الصاروخية" للحوثيين. وفي نظر العالم، ميليشيا الحوثي لا تتمتع بأية شرعية في اليمن لامتلاك أسلحة من أي نوع ناهيك عن الشرعية الدولية.
قبل الحرب، قام الحوثي بمناورة على الحدود السعودية سماها "مناورة الفجر الجديد" ووصفها بـ"الكبرى" مع أنها لاترقى حتى لتسميتها بـ"المناورة"، وقد كانت السعودية تعرف ذلك، لكنها أصدرت بيانا عبرت فيه عن قلقها الكبير من هذه المناورة، وهو البيان الذي تناقله مطبلو الحوثي كـ"نصر مبين". ثم واصل الحوثيون زحفهم وحربهم جنوباً ضد أخوانهم وشركائهم في البلد مقدمين كل المبررات الكافية للسعودية لشن الحرب. وبعد "مناورتهم الكبرى" ووصولهم مشارف عدن، جاءت السعودية وضربت كل معسكرات الجيش وماتزال واتضح أن هذا البلد لايمتلك حتى مضادات طيران قادرة على اصابة الطائرات!
اليمن لم يقع فقط ضحية حروب الحوثي ومشروعه الخاص الرامي لإخضاع اليمن وحكمه بالقوة العارية من أي شرعية إلا بوهم شرعية "السلالة المقدسة"، بل وقع أيضا ضحية "تنطع" و"عنطزة" وغطرسة ميليشاوية غير مسبوقة في تاريخ اليمن الحديث أوردت اليمنيين المهالك وما تزال مصرة على الدفع بهم وببلدهم لا أدري الى أين!
وفوق هذا، إياك أن تقول شيئاً عن حروب وغطرسة هذه الميليشيا و"قدراتها التصنيعية" و"صواريخها" التي تحمل قوة تفجيرية في "الإسم" أكبر بكثير من قوتها التفجيرية في "الواقع"!
تصنع أمريكا صواريخ وقنابل ذات قوة تدميرية هائلة، وتسميها "قنبلة فراغية".
ويصنع أحدهم للحوثي "طماشة" فيسميها الحوثي "الزلزال"!
وإذا قلت شيئاً عن "صواريخهم المقدسة مثلهم"، والتي من المتوقع أن تستخدمها السعودية في مواجهة الضغوط الدولية عليها لإيقاف الحرب، يدخل أتباعهم المعبأون بالصرخة والهراء ويشتمونك ويهددونك على العام والخاص بالويل والثبور!
استمروا يا أسوأ من بُليتْ بهم اليمن!
استمروا حتى يلفظ هذا البلد أنفاسه ويفارقه ملايين اليمنيين ويفارقه إسمه!
استمروا حتى يصبح هذا البلد شيئاً آخر وأسماء أخرى كثيرة لا علاقة لها به.

* من حائط الكاتب على موقع في بوك