الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٥٦ مساءً

مفارقة

محمد جميح
الأحد ، ١٤ يونيو ٢٠١٥ الساعة ٠٨:٤٩ صباحاً
طلب من الحوثيين التفاوض في عدن أو تعز...

طلب منهم نقل الحوار من صنعاء إلى أي مدينة داخل اليمن...
مدينة يمكن للحوار فيها أن يكون متكافئاً...

طلب منهم ذلك و"البشر سالم والحجر قائم..."
رفضوا...!

نقل الحوار إلى عدن أو تعز يتعارض مع السيادة الوطنية الممثلة بالعاصمة صنعاء المنكوبة بهم...!
اليوم يذهبون إلى جنييييييف...

بعيييييدا عن سيادتهم المزعومة...
يذهبون بعد خراب مالطة...

خراب صنعاء وعدن...

والأنكى: بعد تمزق النسيج الاجتماعي...

يذهبون للحوار بإشراف الأمم المتحدة التي علمهم سيدهم الخامنئي كيف يقولون: إنها أداة في يد "قوى الاستكبار العالمي..."

"قوى الاستكبار العالمي" التي دام عقد "متعتهم" معها أياماً على يد "مأذون" عماني خبير...

قلت لأحدهم على الهواء: لماذا وافقتم على الذهاب إلى جنيف، وقد كنتم ترفضون نقل الحوار من صنعاء، حتى ولو كان إلى مدينة يمنية داخل البلاد؟

قال: لمصلحة الوطن ...!

إي والله، تجرأ وقالها...!

لماذا إذن لم تحضر المصلحة الوطنية حين طلب منهم الذهاب للحوار في عدن أو تعز، قبل كل هذا الدمار إن كانوا صادقين ؟
هؤلاء المعلبون لن يعودوا من جنيف بشيء.. مهما استشاروا طهران وموسكو...

ستستمر المعارك التي أشعلوها للأسف، حتى تحين ساعة الحسم بين غزاة عدن القادمين من مجاهل التاريخ ، والمدافعين عنها الحالمين بمستقبل جميل...

بين الظلاميين الخارجين من جبة عبدالله بن حمزة، والمقاومين المنتمين لزمن سالمين والحمدي...

وسننقسم للأسف الشديد بين من ينتمون إلى ثقافة عدن المنفتحة على البحر وأهازيج الصيادين، ومن ينتمون إلى ثقافة "مران" التي لا يوجد بها بحر ولا مدرسة ثانوية...

هؤلاء القروسطيون يغردون خارج السرب ...
خارج الزمان...

ولن يفرضوا علينا إرادتهم مهما كانت التضحيات...
لم يترك هؤلاء لليمنيين إلا خيار المقاومة...
المقاومة التي تفرق بين من يدافع عن أرضه، ومن يعتدي عليها...

ولنا في تاريخنا النضالي ضد للكهنوت الديني رصيد ضخم...
ولنا في عمقنا العربي والإسلامي امتداد...
ولنا في عدالة قضيتنا زخم كبير...
وحاشا لله أن يكون مع من اختصروا دينه في أسرة...
واختصروا وطننا في عمامة على رأس فارغ أو نيشان على كتف غليظ