السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٤٢ مساءً

من وراء تفجير المساجد؟

محمد العميسي
الاثنين ، ٢٢ يونيو ٢٠١٥ الساعة ١١:١٤ صباحاً
برزت في الآونة الأخير أعمال تفجير للمساجد في صنعاء. وتحولت هذه الاحداث إلى ظاهرة بفعل التكرار. فلم تكن مجر أعمال عابرة بل أصبح من الواضح أنها أعمال ممنهجة وتخدم اهداف استراتيجية لمن يقوم بها.

ولمعرفة من يقوم بهذه الأعمال نحتاج لمعرفة من تخدم. فإذا أردت أن تعرف حقيقة أي عمل إرهابي فقط ابحث عن الجهة المستفيدة من نتائجه. فقد بات الكل يعرف أن الإرهاب ما هو إلا أداة بأيدي أجهزة الاستخبارات.

في حال تغافلنا عن كون زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الجديد هو أحد رجال المخلوع "حسب شهادة مخبر القاعدة" وقد كان يعرف اليمنيين من قبل هذه الحقيقة ولا تخفى عليهم. في حال تغافلنا ذلك. سنجد أمامنا نموذج أخر من التفجير للمساجد عبر التفخيخ. والتي تمارسه جماعة الحوثي في كل منطقة تدخل إليها.

قد يقول البعض ما العلاقة بين تفجير المساجد بالتفخيخ وتفجيرها عبر سيارات مفخخة او انتحاريين.

في الواقع كل الأمرين تخدم نفس الجهة من ناحية أن هذه المساجد دور عبادة يستخدمها الجميع وليس طائفة بعينتها ومن ناحية أخرى إثارة الفوضى وترهيب الناس. خاصة إذا عرفنا أن هذه الجماعة تعتنق المذهب الاثنا عشري والذي لا تشمل عقائدهم بناء مساجد بل حسينيات والامر الأخر أن من عقائدهم أن صلاة الجماعة لا تكون الا بعد الإمام وهو في غيبة حسب معتقداتهم. وفي الغالب تبطن هذه الجماعات ما لا تظهر بل أن كتبهم تورد روايات عن عظم الأجر لمن يمارس التقية ويخفي الحقيقة.

وإذا كان المخلوع وحليفه الحوثي هم أصحاب فكرة تفجير بيوت الخصوم ومساجدهم فلن يتورعوا ابداً عن أن يفجروا مساجد قد تكون محسوبة عليهم بغية الحصول على مكاسب سياسية في جنيف خاصة وأننا نعلم أن القاعدة لم تتحرك الا بعد أن فُتح أمام المخلوع وحلفاءه أفق للعودة إلى الحياة السياسية وذلك عبر حوار جنيف.

فقد سارع لتصفية زعيم القاعدة وتنصيب رجله المندس في القاعدة مباشرةً وفوراً بدأت التفجيرات للمساجد بالتزامن مع تواجد وفد المخلوع وحلفاءه في جنيف. ما يؤكد أن هذه الأعمال ما هي إلا همجية إضافية من هؤلاء بغية تسويق أنفسهم للمجتمع الدولي كمحاربين للقاعدة. خاصة وأن أمريكا قد وجدت في إثارة الطائفية حلاً لمشكلة القاعدة التي تستخدمها أمريكا فزاعة لفرض قراراتها وإرادتها على الشعوب والجماعات بل والدول في عالمنا العربي.

وبينما تلاقي سياسية أوباما في حربه على القاعدة انتقاد وسخط من أوساط كثيرة بما فيها جهات سياسية أمريكية. يبرع المخلوع وحلفاءه في محاولات استغلال الفرص للعودة حتى ولو على حساب أنهار من الدم.

الواقع أن هذا الشخص "المخلوع" وحلفاءه لا يجيدون سوى القتل والتخريب. بل ولا يردعهم وازع لا ديني ولا إنساني. فمن لا يتورع في شن الحروب تحت ذرائع واهية لتحقيق أهدافه العنصرية و "العصبوية" لن يتورع عن قتل الناس سواء بالمساجد او في منازلهم أو عبر استخدامهم كدروع بشرية في مخازن السلاح.

وتؤكد أعمال هؤلاء القتلة أن لا حل يمكن أن يخرج الشعب اليمني إلى بر الأمان سوى بإخضاعهم بالقوة وفرض إرادة القانون عليهم ومحاكمتهم بل ووضعهم في قوائم الإرهاب الدولي خاصة بعد أن عرف المجتمع الدولي حجم تعنتهم ومماطلتهم لإطالة أمد الحرب دون تفكير بعواقب هذه الحرب على المواطنين وعلى البلد.