الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٢٠ صباحاً

مواجهات الحوثيين وقوّات صالح .. بداية النهاية

المدائن
الخميس ، ٢٥ يونيو ٢٠١٥ الساعة ٠٢:٢٣ مساءً
المواجهات المسلَّحة التي حدثت بين الحوثيين وقوّات المخلوع، علي عبد الله صالح، في منطقة الضالع، بحسب تقارير صحفيَّة موثوقة، تنبئ عن الكثير ممّا يضمره المستقبل لهذا الحلف.

فبعد الهزائم المتلاحقة في منطقة الضالع، وبعد الفشل السياسي، في جنيف، حيث انتهي المؤتمر العتيد إلى لا شيء تقريبا، وتحطَّمت أمنيات الشعب اليمني بالسلام، أمام تعنُّت الحوثيين، وغبائهم السياسي ــ تماما كما فعلوا ذلك أوَّل مرَّة، في جلسات الحوار التي سبقت الحرب ــ لم يبقَ إلا أن تظهر التناقضات الخفيَّة، في بنية هذا التحالُف الإجرامي، بين صالح والحوثيين. هكذا ستظهر حزازاتُ الأمس، وذكريات الحروب الستّ بين الحليفين، مع اشتداد الخلاف بينهما، ودخوله إلى مرحلة العراك المسلَّح.

وفيما تبدو أسبابُ النزاع المسلَّح على خلفيَّة اتِّهام الحوثيين للمخلوع صالح بتجيير موادّ الإغاثة إلى صالح حزبه وقوّاته، وكذلك حيازة المشتقَّات النفطيَّة من طرفه، يتهم أنصارُ الرئيس المخلوع الحوثيين بعدم قدرتهم على إدارة الصراع العسكري، وقلَّة خبرتهم في هذا الصدد.

لن يطول الوقت، حتى تتسعَ رقعة الخلافات المسلَّحة، ويزداد الأمر سوءًا على الشعب اليمني، ومصيره المجهول، في ظلِّ سيطرة هؤلاء المتمرِّدين على أغلب المدن اليمنيَّة.

بإمكان القوى الشرعية، والتحالف العربي، والمقاومة الشعبية، استثمارُ هذه التناقضات التي ظهرت على السطح، بين الحوثيين والرئيس المخلوع؛ لتوظيفها في أوراق ضغط سياسية وعسكرية، بما يصبُّ في مصلحة عودة الشرعية إلى اليمن.

لقد كشف مؤتمر جنيف عن تناقضات سياسيَّة، بين كلٍّ مِن الحوثيين وصالح، عندما اختلفوا في عدد تمثيل وفديهما إلى مؤتمر جنيف ــ حيث كانت الغلبة للحوثيين ــ واليوم ظهرت التناقضاتُ العسكرية؛ لتؤشِّر، بدلالة واضحة، على أن مستقبل اليمن لن يكون بخير على يد أمثال هؤلاء.

ثمَّة سانحة ثمينة تبدو في الأفق، إذا ما أمكن استثمار تناقضات الحوثيين وصالح، سياسيا وعسكريا؛ وصولا إلى تثبيت وعودة الشرعية في اليمن.