الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:١٦ مساءً

وجهة نظر

عباس الضالعي
السبت ، ١١ يوليو ٢٠١٥ الساعة ٠٢:٢٥ مساءً
لا يمكن التخلص من السيطرة الإيرانية علي اليمن بأدوات إيران .. ضرورة تغيير طبيعة التعامل سعوديا مع القوى اليمنية..
لاشك إن التعامل الذي تتعامل من خلاله #المملكة_العربية_السعودية مع مختلف القوى اليمنية الرافضة للسيطرة الإيرانية على السلطة في اليمن يفتقد للتنظيم الدقيق وفقا لحجم المتغيرات التي ترافق هذا الملف ..
السعودية تمتلك نفوذ قوي وواسع داخل اليمن في كل المستويات لكن هذا النفوذ يفتقد للتنظيم بهدف استغلاله وتوظيفه لصالح اليمن والسعودية للتخلص من السيطرة الإيرانية علي اليمن ..
دولة الإمارات العربية المتحدة استطاعت عن طريق التنظيم الدقيق إن تتغلب على أربعة أنظمة عربية كلها من دول الربيع العربي ، من خلال توحيد الجهات التي تتعامل معها في تلك البلدان وبهذا حققت نجاح كبير وان كان ثورة مضادة ..
الإمارات تعاملت مع القضية المصرية ودعمت الثورة المضادة من خلال الفريق احمد شفيق ، وضعته كواجهة وبوابة للتعامل مع مصر ووفرت له الدعم اللوجستي والخبرات ، وجعلته بوابتها للتعامل مع مصر ، بمعنى من يريد إن يتعامل مع الإمارات وينظم للثورة المضادة عليه التواصل مع احمد شفيق ..
في ليبيا وضعت الإمارات خليفة حفتر وجعلته بوابتها لتولي دعم الثورة المضادة هناك وتعاملت معه الأطراف الليبية كبوابة وواجهة لدعم الثورة المضادة بليبيا ..
في تونس وضعت السبسي رجلها وبوابتها الوحيدة للتعامل مع قوى الثورة المضادة بتونس ..
في اليمن اختارت الإمارات علي عبدالله صالح للقيام بمهمة قيادة الثورة المضادة وكان صالح هو بوابتها الأولى والرئيسية ومن يريد العمل والانضمام للثورة المضادة عليه التعامل مع علي عبدالله صالح ، حتى الحوثيين حين تعاملوا مع دولة الإمارات كان عن طريق علي عبدالله صالح ومثلهم العسكريين والسياسيين والمشائخ ..
هذا التنظيم الذي اتخذته الإمارات هو سبب نجاح الثورات المضادة في البلدان المذكورة ..
إخفاق المملكة العربية السعودية في إدارة الملف اليمني سببه الفوضى المصاحبة لإدارة هذا الملف ، وهذا اظهر مدى الارتباك في تحقيق نجاحات علي مختلف الجوانب ، وهذا لا يعني أن السعودية فشلت في إدارة الملف اليمني، لكنها تحتاج إلى إعادة ترتيب للملف بشكل كامل ..
السعودية استقبلت كل القيادات الفاعلة في اليمن سياسية وقبلية وعسكرية وحكومية ، ويتواجد لديها وعلى أراضيها كل القيادات الرافضة للتواجد والسيطرة الإيرانية علي اليمن ..
السعودية لم تنجح في الاستفادة من تفعيل تلك القيادات وهي بالمئات أن لم يكونوا بالآلاف ولم تقوم بتنظيم هذا الكم المتنوع من القيادات لديها للتخلص من حكم مليشيا الحوثي وحليفهم علي صالح ..
من شواهد الإخفاقات في إدارة ملف اليمن من قبل السعودية أن المملكة تتعامل مع كم كبير من القيادات والمشائخ والأقيال والسياسيين والعسكريين والقيادات الحكومية والمكونات السياسية والمجتمعية بشكل منفرد وشخصي إلى مستوى أنها تتعامل مع أشخاص بذاتهم داخل كل طرف أو مكون ..
تتعامل مع أكثر من شيخ داخل القبيلة الواحدة وتتعامل مع العسكريين بشكل انفرادي ومع الأحزاب تتعامل مع أشخاص عدة من داخل الحزب الواحد وكل شخص يقدم تصوره الانفرادي وهنا وجد الخلل ووجدت التفرقة والتشتت ، وتحول الدعم إلى أداة تأخير لحسم السيطرة الإيرانية علي اليمن ..
المطلوب من النخب الخليجية السياسية والإعلامية وخاصة السعودية التطرق لهذه القضية ودعم توحيد جهود قيادة المملكة في إعادة النظر بالتعامل مع الملف اليمني وعليها أن تقتدي بالنموذج الإماراتي بهدف تحقيق نتائج ملموسة على الأرض ..
التعامل الفردي مع القيادات اليمنية لم يعد مجديا في هذه المرحلة المعقدة والتي أصبحت السعودية هدفا مباشرا لبعض القوى الإقليمية والدولية وسعي هذه القوى بضرب استقرار السعودية وان اليمن إحدى المحطات كمنطلق لتلك المخططات ، ومواجهة هذا يجب تغيير قواعد التعامل من الفردي إلى الجبهوي والاستفادة الكاملة من القيادات اليمنية المؤثرة عسكرية وقبلية وسياسية وإعلامية ومكونات مجتمعية ..
نفهم جيدا موضوع توازن القوى الذي توليه السعودية اهتمامها ، والتنظيم وإعادة ترتيب العمل مع القوى اليمنية لن يكون مؤثرا سلبيا على توازن القوى ، لأنه لن يخرج عن دائرة التوازن المطلوبة سعوديا ..
مثلا .. القبائل اليمنية معروف لدى السعودية من هو الطرف المحرك والجامع للقبيلة سواء من خلال شخص او من خلال كيان ، هناك كيانات قبلية تضم جميع مشائخ اليمن الرافضين للسيطرة الإيرانية على اليمن مثل تحالف قبائل اليمن ومجلس التضامن الوطني اللذان يضمان كبار وجاهات اليمن وأقيالها ..
الجانب العسكري معروف من الرجل الأول المؤثر عليه ومن الذي لديه القدرة على جمع القوة العسكرية والأمنية وتحقيق اختراق نوعي ، لتحقيق أفضل النتائج على الأرض ..
ثورة الشباب الشعبية اليمنية عام 2011 ضربت نموذجا عمليا وحققت الثورة نجاحات عملية على الأرض وخلعت علي صالح من الحكم ، كان ذلك بفضل التنظيم والعمل كجبهة واحدة سياسية وعسكرية وأمنية وقبلية واقتصادية وشبابية ومنظمات وأحزاب ، ولا يمكن هنا تجاهل دور اللقاء المشترك والمجلس الوطني لقوى الثورة بقيادة الأستاذ محمد سالم باسندوة كقوة سياسية وواجهة للعمل السياسي والثوري تصدرت واجهة النضال ، ولا يمكن تجاهل الدور المحوري للشيخ حميد الأحمر الذي كان الداعم والممول لتلك الأنشطة ومحفزها الأول وغطائها الاجتماعي والمالي وهو من وقف بكل قوته المالية والاقتصادية كضامن لعدم الانهيار الجبهة الثورية ..
ولا يمكن تجاهل الدور العسكري للواء علي محسن الأحمر ووقوفه القوي بتشكيل قوة عسكرية بوجه القوة العسكرية التي تحت يد علي صالح وعائلته وحقق اللواء علي محسن توازن عسكري قوي على الأرض كان هو القاصم لظهر صالح العسكرية ، وحميعنا يعرف الدور البطولي للواء الأحمر والفرقة الأولي مدرع وجيش الثورة الذي تآمر عليه عبدربه منصور هادي وجواسيسه لصالح القوى التي تستهدف امن واستقرار اليمن والمملكة ، جميعنا يعرف كيف تم محاصرة معسكرات المخلوع في مواقعها وشل قدرتها على التحرك والانتقال لدك المدن وساحات الثورة ، لم تدك المدن بتلك القوات إلا بعد تفكيك الجيش الموالي للثورة وبعد نجاح هادي بالإخلال بميزان القوى العسكرية تحت مسمى الهيكلة " المؤامرة " ونحن نعرف أن قوات الحرس والنخبة ومكافحة الإرهاب لم تستطيع اقتحام حي الحصبة أو أي شارع فرعي داخل الحي ، كل هذا بسبب القيادة الوطنية ، لم ننسي أن حرب الحصبة كانت بقيادة العميد هاشم الأحمر الذي يهاجم كل يوم من قبل جواسيس هادي ونعلم أن حرب الحصبة كانت معركة رهان كبير للمخلوع لتركيع أولاد الشيخ الأحمر والانتقام منهم لموقفهم الثوري الداعم للثورة ..
نجاح ثورة اليمن بخلع علي صالح كان بفضل التلاحم الكبير لمختلف القوى السياسية والاجتماعية والعسكرية والأمنية والشبابية ، وهذا التحالف تفكك بسبب الثورة المضادة التي نجحت بتصنيف كل تلك القوى بتصنيفات غير وطنية وانعكس ذلك التصنيف لصالح القوى الإقليمية والدولية الداعمة بصورة مباشرة وغير مباشرة للسيطرة الإيرانية علي اليمن ..
قيادة المملكة العربية السعودية بحاجة اليوم لوضع واجهة يمنية تعمل على لملمة القوى اليمنية ، ويفضل أن يكون من خلال مجلس يضم واحد من رجال القبلية الأقوياء وقيادي عسكري وشخصية سياسية وشبابية من المجربين بالعمل الناجح خلال ثورة 2011 لان الخصم هو ذاته الذي كان عام 2011 ..
أما أن يتم التعامل مع الملف اليمني بهذا الشكل الحالي فإن الأمور ستزداد تعقيدا وستكون المملكة واليمن هي المتضرر الأكبر ..
اليمنيين يريدون واجهة ضامنة وفعالة وبالمعني الشعبي، اليمنيين يريدون ( دقنة) يمسكون بها ، يريدون قيادة توجههم للعمل بالميدان ، أما الصيغة الحالية فقد خلقت تململ للصفوف وبعثرت القوى والجهود حتى سادت الخلافات بين القوى الموجودة في المملكة وأصبحت تضرب بعضها ببعض ، وهذا انعكس إيجابا لتعزيز السيطرة الحوثية على الأرض حتى انه لم يتأثر عمليا بضربات طيران التحالف ..
يجب توحيد الصف المقاوم وإنهاء الازدواج ووقف العمل بالتصنيفات التي أضعفت جبهة المقاومة ، كما يجب وقف العبث الإعلامي والسياسي الذي تقوم به الدائرة المقربة من عبدربه منصور هادي وهي نفس الدائرة التي عملت على تسليم الدولة ومؤسساتها لمليشيا الحوثي والمخلوع علي صالح ، والوثوق بها بإنهاء سيطرة الحوثي وإيران علي اليمن هو أشبه بالذي يحرث على الماءـ ..
يجب إعادة اللواء الأحمر والقيادات العسكرية التابعة له لقيادة الجيش ، ويجب إعادة الشيخ الأحمر وإخوانه وباقي رجال القبيلة ويجب إعادة التكتل السياسي وتوحيد جبهته ، ويجب إعادة الاعتبار للشباب كمكون ثوري هام ، يجب إعادة المؤثرين على الأرض للعمل كفريق واحد للتخلص من السيطرة الإيرانية على اليمن ..
المشكلة الحالية اكبر من كونها تخص هذا أو ذاك شخصا كان أو حزب ، وتجميد هذه القوى حتما يأتي بصالح السيطرة الإيرانية ..
اليمن ليست ملكا للأحمر أو للإصلاح أو للاشتراكي أو السلفيين أو قبيلة أو منطقة ، يجب تفعيلهم واستغلال مكانتهم وخبرتهم ومن له حساب معهم عليه اللجوء للقضاء ..
إيران نجحت بالسيطرة على اليمن بسبب تلك التصنيفات التي شرخت الصف وأضعفت الجبهة الثورية الحقيقية ..
هذا التفعيل لن يتم إلا من خلال إعادة قيادة المملكة بالنظر في أسلوب التعامل الحالي واعتماد آليات أكثر فعالية ..
كيف تواجه الحوثي والمخلوع واللواء علي محسن الأحمر غير موجود وكيف تواجه الحوثي وأولاد الأحمر جميعا بعيدين عن إدارة المواجهة؟ كيف تواجه الحوثي والإصلاح والسلفيين غير مرغوب بهم ؟ كيف تواجه الحوثي والمخلوع والقيادات الجنوبية الفعالة خارج دائرة قرار المواجهة ؟
لا يمكن مواجهة الحوثي برجال علي صالح وأدوات إيران الذين سلموا السلطة لهم من قبل وفرطوا بالدولة وقيادات الجيش ..
بالنسبة للداخل .. يجب ترك النغمات الجديدة المناطقية والعنصرية والمذهبية جانبا والعمل علي توحيد وتعزيز وتقوية جبهة المقاومة ضد الحوثي وحليفه صالح إلى مرحلة ما بعد التخلص منهم، لان تفعيل تلك النغمات حاليا تنعكس لصالح الحوثي والمخلوع وإيران ..
حين نرى استبعاد القيادات المؤثرة على الوضع في الداخل نتساءل لمصلحة من هذا ؟ لا يمكن مواجهة الحوثي إلا بالصخرة الصلبة وليس الصارخين لغايات أخرى غير المواجهة ، خاصة حين يصل الأمر إلى توجيه ضربات خاطئة عمدا للمقاومة والجيش وتحت توقيع هادي اليد الأمينة للمخلوع ..

* من حائط الكاتب على موقع فيس بوك