السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٢٥ صباحاً

العقل المستقيل!

حسين الوادعي
الاربعاء ، ٢٩ يوليو ٢٠١٥ الساعة ٠١:٠٨ صباحاً
كان الجابري قد تحدث عن ظاهرة "العقل المستقيل" في الثقافة العربية الإسلامية. فالعقل عند المسلمين لم تكن وظيفته الوصول الى نتائج مبنية على مقدمات منطقية وبحث علمي، وانما وظيفته البحث عن "ادلة عقلية" تثبت صحة خرافات وافكار دينية موجودة مسبقا.

فهو "عقل عربي" اذا. لكنه عقل يهدف الى تأسيس الخرافة وليس الى تبديدها. وهو عقل "مستقيل" لأنه لا يصل الى نتائج عقلية ابدا بل يعيد انتاج وتجديد النتائج الموجودة مسبقا.

لم ينجح العربي بعد في استخدامه عقله في القرن 21 اذ لا زال مندمجا في استخدام "العقل المستقيل" لاثبات نتائج تم الاعتراف بها وتاكيدها وتقديسها.
لا زلنا نستخدم العقل المستقيل لإثبات الإعجاز العلمي في العسل والحبه السوداء، وعبقرية تعدد الزوجات وزواج الصغيرات، وتجربة النشر "السلمي" للاسلام عبر "حروب دموية" استمرت مئات السنين، واهمية مؤسسة قمعية متخلفة ودموية مثل "الخلافة" في نهضة المسلمين!.

ولا زلنا نستخدم العقل المستقيل لتلفيق نتائج بحوث علمية تثبت معلومات خرافية حول الجن والمس وفوائد الاستيقاظ فجرا ودور الركعات والسجدات في زيادة النشاط الذهني والجسدي ومخاطر الكسوف والخسوف على حياة الانسان!

العقل الناقد يصل الى الحقائق عبر البحث والتمحيص، اما العقل العربي المستقيل فلديه حقائق ابدية موثوقة من ملايين السنين وعمله الوحيد هو البحث عن ادلة عقلية لكل الخرافات والافكار اللاعقلانية.
هل بدا العربي يفكر؟

نادرا جدا... عقولنا لم تبدا عملها بعد...وهذا يفسر جزءا كبيرا من جذور الكارثة.