الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:١٦ صباحاً

حفلات الموت!!

محمد العميسي
السبت ، ٠١ أغسطس ٢٠١٥ الساعة ١٢:٠٨ مساءً
المهم أن يكون لك القدرة على تحشيد الناس وتقديمهم قرباناً لأطماعك الهمجية. ومهم ايضاً أن تكون ”دراكولا” تتفاخر بانك قتلت أكثر وبانك لا تزال قادر على جلب المزيد لحتوفهم.

الكذب أيضا ميزة في عالم الهمج وتجار الموت والسفاحين. وكلما كنت بارعاً في الكذب وتضليل البسطاء نلت وسام الهمجية من الدرجة الأولى.

أخرج أبناء الناس رغبة أو رهبة من بيوتهم بالتضليل او بالترهيب المهم ان تخرجهم ليموت جزء منهم قبل ان يحمل سلاحه والجزء الاخر لا تعرف اين مات وتشيع لأهلة جثماناُ افتراضياً قبل أن تطلب المزيد من القرابين لأجل اوهامك الرعناء.

يجيب أحد شباب المقاومة في مأرب على سؤال لي حول إحصائيات الضحايا - كان هكذا.. ” هل نعتبركم ملائكة يقتل من الحوثي العشرات ومنكم فقط اثنين او ثلاثة؟”- عندما يأتي إليك من يريد هدم بيتك وتشريد أهلك تصبح متوحشاً و تدافع عن عرضك بكل وسيلة. ويكمل .. تخيل يأتوا إلينا بالعشرات وتصدهم ثكنة فيها أربعة اشخاص أطفال ومرتزقة مكشوفين امام ثكنة أحيانا يبادوا جميعا ولا يتعلموا من الدرس ويأتي بدلهم. "كأنهم مسحورين"!!!

وعلى صفحات شباب المقاومة في تعز ترى إحصاءات مهولة للحظة تتساءل هل هذا صحيح لكن إن قرنتها بأخبار التعزيزات الحوثية التي ترسل كل يوم تقريبا والتعبة العامة التي تعلن كل أسبوع عشر مرات ستدرك أن الحوثي يحاول أن ينفذ بمرتزقته من بين اسنان فرامة.
يعمل الحوثي على تحشيد الأطفال والبسطاء والمنتفعين لحربه ضد أبناء الشعب اليمني متبنياً فكراً فارسيا دخيلاً على هذا الشعب وعلى دينه واعرافه. وطالما إيران لا تزال قادرة على دفع المال وارسال السلاح سيستمر الحوثي في إقامة حفلات الموت لاتباعه إما تحت قصف الطائرات أو برصاص المقاومة.

لا يهم فهؤلاء دمائهم ليست مقدسة. هو فقط ابن الرب فبقية البشر خلقوا من طين بينما هو خلق من نار. تأخذه نشوة الوهم والانتفاشة التي هيئت له بسبب تخاذل الجميع وتنازعهم فصدق ان الله قد أرسله لتجهيل العالم واستعبادهم.

بالأمس كان يتساءل أحد الأصدقاء على صفحته في الفيس بوك؟ ما السر وراء تخزين السلاح في الجامعات والمدارس والمعاهد المهنية؟ وأنا اضيف له سؤالاً أخر. ما سر استهداف مدارس التحفيظ والمساجد؟

هذه الجماعة السلالية لن تجد من يتبعها مالم يكن لديه القابلية ” للقطرنة” ومالم يكن الشعب متخلف وجاهل لن يحمل السلاح أحد ليقاتل من أجل أحلام الرجل الأحفوري القابع في الكهف.

لذات السبب يستهدف الحوثي كل ما له علاقة بالعلم لتستمر قدرته على تحشيد البسطاء والأُميين لحفلات الموت التي سيقيمها لاحقاً.

أما إن سئلنا عن ماهية الحل لهذه المعضلة فالحلول كثيرة إن أرادها السياسيون وهم يعلمونها أكثر من غيرهم. وأخر العلاج الكي. لكننا في بلد يتعامل مع كل شيء بالمقلوب فقد بداء الكي وسيستمر وسيكون هو الوسيلة الوحيدة الناجحة بعد أن أصبح المجتمع فصيلين طائفيين متباينين.

فمن انقلب على مخرجات حوار دام سنة سيكون واهماً من اعتقد انه قد يكون جزء من أي حل قادم مهما كانت خسارته مالم يخسر رأسه المحشو بالوهم..