الاربعاء ، ١٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٥١ صباحاً

الميليشيا تنزع سلاح الشرطة

علي الفقيه
الاربعاء ، ٠٥ أغسطس ٢٠١٥ الساعة ٠٢:٠٩ مساءً
في الماضي كنا نتحدث عن نزع سلاح المليشيات كضرورة للاستقرار وتثبيت دولة القانون ليكون السلاح حقاً حصرياً للشرطة والجيش.

لكن عجائب الزمن جعلتنا نعيش لنرى ونسمع خبراً عن توجيهات صادرة عن نائب مدير الأمن في الحديدة العقيد عبدالحميد المؤيد بنزع السلاح من منتسبي جهاز الشرطة في المدينة والمديريات.
يأتي ذلك في الوقت الذي تعج المحافظة بمليشيات الحوثي المسلحة بكل أنواع الأسلحة، ولا معنى لسحب السلاح من أفراد الأمن سوى حصر الحق في السلاح للمليشيات وحدها دون أن ينازعها أحد.

وعلى الرغم من أن الحديدة مدينة ومحافظة باتت تحت سيطرة المليشيات تتحرك فيها طولاً وعرضاً دون أن يعترضها أحد، إلا أن نائب مدير الأمن المعين من قبل مليشيات الحوثي، والذي بات هو الواجهة التي تتحكم بها المليشيا في المحافظة، لم يعد يثق حتى في منتسبي جهاز الشرطة وأصبح يعتقد أنهم غير جديرين حتى بأن يحملوا سلاحهم الشخصي.

يريد من أفراد الشرطة أن يكونوا مجرد مرافقين منزوعي السلاح، فلم يعودوا في نظره محل ثقة.

ولأن هذه الفئة لا يؤمنون بالدولة ولم يؤمنوا بها يوماً، إلا أن يكونوا هم الحكام، فقد كشفت ممارسات كثير من القيادات العسكرية والأمنية عن شخصيتهم الحقيقية التي تماهت مع المليشيا وأصبحت جزءاً منها وصعب عليها تقمص دور رجل الشرطة أو القائد العسكري الذي يحافظ على ما تبقى من المبادئ التي تلقاها نظريا في الكليات والأكاديميات الشرطوية والعسكرية.

لم يعد العقيد المؤيد يؤمن سوى بأنه "مؤيد" وبأن أولاد عمه الذين هبطوا من الجبال ومرتزقتهم من عناصر المليشيا هم وحدهم فقط من يحق لهم حمل السلاح والتحكم في حياة الناس وإطلاق الرصاص في الوقت وفي الاتجاه الذي يريدون.

ويشعر العقيد المؤيد ومن ورائه المليشيات المحتلة أن وجود عدد لا بأس به من منتسبي جهاز الشرطة في الحديدة من أبناء تهامة يهدد مستقبل المليشيات وبالتالي بدأ بإجراءات احترازية تحول الجنود إلى مجاميع من منزوعي السلاح المغلوبين على أمرهم يقضون جل وقتهم في متابعة مرتباتهم لدى المؤيد بالله "أبو جلمبو"!
لكنه في نفس الوقت وبدافع من عمى البصيرة لا يدرك أن هذه الممارسات توسع الهوة بين المليشيات الغازية وبين أبناء تهامة أصحاب الأرض ليدرك بعدها كل مغفل راودته نفسه على القبول بالهوان واستسلم للأمر الواقع أنهم لا يثقون فيه حتى لو أبدى لهم الطاعة والتبعية الكاملة، وبذلك فإن المؤيد ومليشياته بهذه الإجراءات المستفزة يهيؤون لثورة تعصف بوجودهم هناك وتجعلهم محل انتقام بعد أن باتوا يقتلون الناس هناك بشكل يومي على الطرقات وفي الطوابير أمام محطات النفط.