الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٣٥ مساءً

العصبوي الجهوي او الطائفي لا يري يمنيين في المحافظات الشمالية !

سامي غالب
الاربعاء ، ١٢ أغسطس ٢٠١٥ الساعة ١١:٤٤ صباحاً
لعصبوي الجهوي او الطائفي لا يري يمنيين في المحافظات الشمالية وإنما "زيود" وقبائل".

لا يري "مواطنين" بل "محاربين" حوثيين. لا تلتقط عيناه "قوس قزح" بل الوان شعار الحوثي التي تلطخ وجه احد أجمل المدن العتيقة في العالم.

العصبوي الفاشستي الذي يرفع صوته الان متوعدا باجتثات الحوثيين وطرد "الزيود" وسحل الروافض والمجوس هو، في الوقت الراهن وفي قادم الأيام، التهديد الوجودي الأشد خطرا علي "اليمن"، الكيان والهوية والإنسان، من صعدة إلي سقطرى.

هناك خطاب تحريض بدائي وجهول ضد سكان المحافظات الشمالية من ذمار الي صعده، وضد فئات من اليمنيين بزعم أنهم "حوثيون" لمجرد المذهب او القبيلة او النسب، هذا الخطاب يشيع في اوساط جماعة الرياض المحيطة بالرئيس الانتقالي هادي وهو خطاب يساعد في فهم الانهيار الوطني المروع الذي أعقب ثورة 2011 والذي مكن الحوثيين من استثمار "الفاقد" الوطني والثوري خلال المرحلة الانتقالية لصالح مسيرتهم الاجنياحية المسلحة.

اليمنيون قرابة 30 مليون يتوزعون علي مساحة نصف مليون كم2، نحو 80% منهم يسكنون المرتفعات وبخاصة الهضبة التي تمتد من لحج والضالع إلي اخر بقعة علي الحدود الشمالية الغربية.

من يزعم أنه وطني يوالي الشرعية ويرفض التطرف ويريد دولة مدنية فعليه أن يحترم اليمنيين من صعدة إلي سقطري، ومن الحديدة الي الغيظة، ولا يميز بينهم علي اساس من دين او مذهب او جهة او منطقة او لون او اصل،
هناك خطاب غرائزي جهول يطفح كراهية وتحريضاً وتبخيساً وازدراءً في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وبخاصة من خصوم ايديولوجيين للحوثيين، ومن محسوبين علي الرئيس هادي ونجله الخرافي جلال، ومن أولئك الابطال الفضائيين الخارقين الذين سبقوا هادي إلي الرياض او التحقوا به.

اليمن ليس جماعتين اسلامويتين، اخوان وحوثيين،
ليس جهتين متصادمتين، جنوبية وشمالية، منزل مطلع.
ليس ضفتين متباعدتين، ضفة اخيار وضفة اشرار.
ليس عصابتين غازيتين، تتهاتران الشرعية.

اليمن ارحب من "أوطان" الايديولوجيين المتشددين، وأغني من "امارات" حقول البترول، وأكرم من ان يختزل في حفنة سياسيين وجنرالات فاسدين هم عنوان نكبة الشعب اليمني العزيز الذي يستحق حكاما أطهر وأنزه وأشرف من هؤلاء الذين بنوا قصورهم في صنعاء وتعز وعدن من نهب موارده الشحيحة.

خطاب غشوم وجهول تتعالى نبرته في اليمن منذ اسابيع ، خطاب يبز في فاشستيته خطاب الحوثيينً، وهذا هو الوقت المناسب للتصدي له ولجم دعاته وابواقه قبل ان يتمكن رعاته من اخذ البلد الي حروب اهليه بلا نهايات.

من صفحته على "الفيس بوك"