الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٣٢ مساءً

صراع الرايات الثلاث في عدن

حسين الوادعي
السبت ، ١٥ أغسطس ٢٠١٥ الساعة ٠٢:٣١ مساءً
في معركة اخراج الحوثيين من عدن في يوليو الماضي حضرت ثلاث رايات: راية الجمهورية اليمنية، وراية اليمن الجنوبي السابق، والراية السوداء للقاعدة..

وكان متوقعا ان يبدا التنافس بين هذه الرايات على كعكة عدن ان اجلا او عاجلا. اذا كانت هناك راية غائبة عن الاحداث في عدن اليوم فهي راية "الجمهورية اليمنية" بسبب عجز الحكومة عن تحويل النصر العسكري الى واقع سياسي مختلف ، وتاخر عودة الحكومة الى عدن رغم تامين اغلب مناطقها واغلب مناطق المحافظات المجاوره. اما راية اليمن الجنوبي فقد بدا جناحها المتطرف في تاسيس حالة "انفصال فعلي" عبر الاعتداء على املاك المواطنين والتجار الشماليين والدفع بخطاب الكراهية ضد اي تواجد شمالي في الجنوب.

المشكلة الاخطر هي في حضور راية القاعدة. وما يثير القلق اكثر هو محاولة البعض تبسيط اسباب حضور الراية السوداء في عدن باعتباره مجرد محاولة لخلط الاوراق من قبل "الحوثي-صالح". لقد وسعت حروب "الجهاد المقدس" الحوثية في عدن من الحاضنة الشعبية للقاعدة في الجنوب. واذا اخذنا في الحسبان الانتشار السلفي الكثيف في الجنوب منذ منتصف التسعينات فان حضور القاعدة وحظوظها في عدن اخطر من اختصارها في نظرية المؤامرة . القاعدة لا تعمل على شراء الذمم ولكنها تعتمد على السيطرة على العقول. وقد بدات القاعدة في عدن مرحلة الظهور المباشر والتجنيد العلني. والغياب المستمر للحكومة يترك فراغات خطيرة قد تحول النصر العسكري الى فوضى جماعات متقاتلة.

الفراغات السياسية تجعل المجال مفتوحا للقاعدة في لحج وابين لاعادة بعث "اماراتها" التي كانت قد اعلنتها سابقا. ولنتذكر ان الحوثيين سيطروا على الشمال خلال شهور بسبب الفراغات التي تركتها الحكومة والقوى السياسية في استهتار منقطع النظير. وفي الصراع المتوقع بين الرايات الثلاث يبدو ان الراية السوداء وحدها تملك استراتيجية واضحة لما تريد انجازه في المستقبل القريب. في حين لا زالت حكومة هادي مسترخية في فنادق الرياض وفصائل الحراك الجنوبي مشغولة بمعاداة الشمال وغير قادرة على توحيد صفوفها لمواجهة القاعدة.

الصمت على نمو القاعدة في الجنوب من قبل الحكومة يهدد بتفجير معركة داخلية في الجنوب قد تخلط كل الاوراق. والغريب في الامر ان الحوثيين والقاعدة سيشتركون في مقاتلة نفس الاعداء (الحراك والحكومة والقوات السعودية والاماراتية). ولا احد يستطيع تقديم الخدمات المجانية للحوثيين مثل القاعدة في الجنوب وداعش داخل الاراضي السعودية! -

من صفحته على الفيس بوك