الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٥٨ صباحاً

المقاوم دينا!

جمال أنعم
الأحد ، ١٦ أغسطس ٢٠١٥ الساعة ١١:٥٢ صباحاً
ونحن نتحدث عن هذا الحضور المبالغ فيه لبعض الشخصيات التى وقفت ضد الحوثيين واتباعهم صالح ومرتزقته.

وبعضهم كانوا ربما جزء من المنظومة الزبائينية الصالحية العتيدة الكلام عن اولئك الذين تعرضوا ربما لأشكال وصنوف من العنف و القهر والقمع والتدميروالملاحقة.

مما راحوا يحسبونه دينا على الوطنالمفلس الخسرات وشرعوا يطالبون في المقابل باستحقاقات قيادية ومادية ومعنوية مجحفة على مستوى المقاومة وحق التمثيل تجاوز حيز وجودهم وتأثيرهم وتعلو على ادوارهم و ماقدموه وفعلوه وعلى نحو يجور على الفعل المقاوم ويقزم تضحيات المقاومين ويقفز بالبعد الشخصي ليغطي على الجرح العام.

ماهو اسوأ من ذلك أن يصير هذا المسلك مشاريع تربح وتسول للمال والمكانة لدى الداخل والخارج
ماسمح في اعتقادي ببروز هذه الشخصيات هو غياب المقاومة الوطنية المنظمة منذ البدايات بحيث كان يفترض تأطير كل النضالات والتضحيات والجهود ضمن نسق عام يتراجع فيه الخاص والشخصي. حد افقادالإنتهازيين القدرة على تقديم الذات على حساب الوجود الجمعي المقاوم.

هذا الغياب للتشكيل الوطني المجابه سمح بتجزيء المقاومة وبتركيز الاهتمام على كل منطقة وقرية ومديرية بل وعلى مادون ذلك من المساحات الداخله في المواجهات.

هذا تقديم ربما طال لفكرة اردت طرحها عليكم وتتعلق بالبحث عن سبل مثلى لإدارة هذه المعضلات بحيث نتجنب الاساءة لأي جهد ومقاوم مهما كان ونتفادى الدخول في معارك تبخيس وانتقاص تهدر قدر الجميع وتشوش صورتنا أمام الآخرين وتبدينا كأناس جاحدين لأهلنا وكبارنا ورجالاتنا لانحفظ لأحد معروفا ولا موقفا جديرا بالإشادة على الأقل.

هذا صراع لا يليق بشعب يخوض حربا شعواءكهذه نعرف جيدا ماتقتضيه وتتطلبه من التماسك والتلاحم والإعتراف ببطولة الفرد والمجموع.

مثل هذا الصراع حين يطفو ويعلو خارجا يكون خطرا للغاية وله تأثيراته السلبية على صورتنا في اعين الاخرين وطبيعة موقفهم من الحرب وكذا مايمكن أن يستدعونه من التوقعات على صعيد الموقف منهم في قادم الأيام.

لذا اعتقد أن معالجة هذه الأمور تستدعي الانطلاق من افق المقاومة الوطنية العريضة وماتتطلبه من تذويب الذات والانصهار في الفعل العام وعدم تكريس المقاومات المشيخية والقروية والمناطقية عموما والتى تسمح باختزال تلك الجهودفي اشخاص سوف يعملون بالضرورة نتيجة مجيئهم من نسق سلطوي سائد ومراكز نفوذ معتادة على محاولة تقديم انفسهم بإفراط يغطي ربما على قضية وطن ثائر وشعب مقاوم.

واذا لامانع من أن نعترف بجهود فلان وعلان ضمن طرح يمجد الروح الوطنية المنتصرة والتضحيات الجماعية الجمة من ابناء اليمن الأباة حقهم وفضلهم وأن الأوطان تعطينامن كرامة الحضور بقدر مانواصل العطاء لا بقدر مانطلب و مانلح على استجدائه.

ارى أنه من الحمق الدخول في معارك مع هؤلاء تتيح لهم المزيد من الصراخ واختلاق العداوت والادعاءات
نريد تقزيم الذوات المتضخمة عبر اعطائها ماتستحقه ضمن هذا المد المقاوم المتعاظم للذات اليمنية والتعريض بمن يحاولون تفيد ادوار تشوش على الصورة الكلية للمقاومة وتجهد لاختزال المشهد المتفجر في ذواتها ومساحات وجودها المحدود والبسيط وتعمد لتقديم نفسها على حساب الاخرين وكل داعم ودعام.