الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٢٣ مساءً

لا لحملة الاعتقالات الجبانة يا طاغية

وئام عبد الملك
السبت ، ١٢ سبتمبر ٢٠١٥ الساعة ٠٣:٤٤ مساءً
يتشممون كالكلاب أخبارك في الحي الذي تسكنه، ثم يتخفون كالحرباء ويتربصون بك ليصطادوك، وقد يتجرأون ويقتحموا منزلك لاعتقالك، أو يأخذوك من الجامع أو الشارع العام وأحيانا من مكان عملك، كالجامعة مثلا مثلما حدث في وقت سابق في (حرم جامعة صنعاء)، ويقبضون عليك بتهمة غير معلنة، ويحاولون أن ينالوا من كرامتك، إن كنت ذا مكانة مرموقة.

تسأل ما تُهمتي؟
يعبسون ليؤكدوا أكثر حيوانيتهم، ثم يتنازل أحدهم ويسرد عليك مئات التهم الملفقة، عملا بما سماه الكاتب محمد عباس( تهمة لكل مواطن، وثغرة لكل قانون)، لكنه يكون جبانا بحجم الجهل والخسة والتعصب والدونية التي يرتدونها، حين لا يجرؤ أن يقول بأن تهمتك( حبك للوطن، وبأنك حر)، وهي تهمة مدعاة للفخر.

قُبض على الذي يحب وطنه، ومشى المقبوض عليه مرفوع الرأس، والجميع حوله والوطن فخورين به، ويمشي الذي قَبض عليه مُحتقرا مدججا بالسلاح، والجنون المستعر، وهو آلة تنفذ الأوامر لا غير.

يُعذب المقبوض عليه كثيرا وبوحشية حتى يسلخوا جلده، ويحيلوا لونه إلى الأزرق والأسود والأحمر، أو يتخذون منه دروعا بشرية، لكنهم ما استطاعوا أن يعدموا حبه لوطنه، أو الحرية التي تطير بها روحه ويملكها وهو معتقل، ولا يمتلكونها هم.

هناك معتقلون منذ وقت سابق، وهناك حملة اعتقالات في أشد حالات جنونها هذه الأيام بحق كل مناوئ، لمليشيات الشيطان الأكبر الطاغية صالح والحوثي، لن يشهد التاريخ جرائم تماثل جرائمهم بحق الحياة بأكملها.

أخذ الطاغية صالح وزبانيته يفتشوا في دفاترهم القديمة، فنكلوا بكل مناوئيهم، لكن كما يقول نجيب محفوظ( من يحمل الماضي تتعثر خطاه)، ستتعثروا ستتعثروا مهما طال وقت نجاتكم، ولن يرحمكم أحد، لن ينسى أحدا من ضحاياكم جرائمكم، بحق كل شيء حي وجماد في هذا الوطن الذي تدمروه.

ارفض أيها الحر ولو لمرة، كن شجاعا واغضب لأجل وطنك، لأجل أولئك الأحرار الذين يتم التنكيل بهم، لأن صوتهم ارتفع ذات يوم، وطالبوا بحريتهم وحريتك أنت، وباستعادة الوطن الذي امتصوه حتى بدأ ينهار.

ما الذي سيعاقبونك به؟ الموت؟ أليس الموت هو نهاية السجان المجرم أولا، ونهاية كل كائن حي! فهذا لن يخيفنا، لن تخسر شيء حتى إذا اعتقلوك، أو فقدت روحك، لأنه بضياع وطنك في أيدي أولئك المجرمين، أنت تضيع والمتسقبل الذي تنشده لك أو لأحبتك يضيع، حتى من صمت الموت الذي تحمله قذائفهم وصواريخهم يطرق بابه ويدخل، فاغضب ولو لمرة، قل لا لأجل اليمن، ومت حرا، ولا تمت ذليلا صاغرا كما يريدون، لا تكن مثل أولئك الذين ارتفع صوتهم يوما طامعين، ثم خافوا وصمتوا صمتا أبديا، لأنهم ليسوا أحرارا، ولا يبحثون إلا عن مصلحتهم، ومن وضعوا قدما لدى المليشيا، وأخرى لدى الوطن، تحت مسميات كثيرة، لا حاجة للوطن بهم، المعتقلون بتهمة حب الوطن، أولئك فقط جديرون بالاحترام، ففي الوقت الذي خفتم فيه على أنفسكم، ووطنكم يعبث به العابثون، اتخذتم من الصمت ملجأ، بينما أولئك الشرفاء، حملوا أرواحهم بأكفهم وخرجوا يدافعوا عن الوطن، وهم يعلموا المصير الذي ينتظرهم.

يا أيها العالم الذي يرى حين يريد فقط، اليمني مطارد ويقتل لأنه عشق يوما وطنه، وأراد أن يكون حرا.

ويا أيها الطاغية نحن أحرارا، وأنت مقيد وميليشياتك، لأنكم تخافون كل شيء، سنبقى أحرارا، وإن كبلتنا قيودكم، أو قتلتنا أسلحتكم، نحن أحياء أبدا، أما أنتم فميتون ماحييتم، لقد تحدثت إليكم باللغة التي تفهمونها، ولا أجد لغة غيرها تليق بكم وبجرائمكم التي ما بقي مواطن يمني إلا وعانى منها.

نحن كمواطنين بسطاء، علمنا يا حكام ومسئولين( غير نزيهين)كم كانت السلطة مغنما، ونحن نرى بأم أعيينا كيف تسعون لها، وما عدنا نخاف الموت، ونحن نلتقي به كل يوم.

هذه اللحظات العصيبة في عمر الوطن لا وقت فيها للخوف، ادفع ثمن خوفك مقدما فلن تخاف أبدا، وطنك يستحق أن تمنحه روحك، فهو مدعاة للفخر.