الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٥٣ صباحاً
الاربعاء ، ١٦ سبتمبر ٢٠١٥ الساعة ٠٤:٣٠ مساءً
عودة الحكومة لعدن تحول فارق في مسيرة استعادة الدولة من
العصابات، له ما بعده.
ربما،وهذا ما قد يجري، ستتوقف الحرب في مكان ما وزمن ما، وسيتعذر الوصول لاتفاق سياسي بين يمنين:
يمن من 400 ألف كم مربع
ويمن من 150 ألف كم مربع.

ليكمل اليمن الصغير حياته وحيداً، فقيرا، معزولا، ومحاصراً على هيئة جمهورية خوف رهيبة شديدة الشبه بنموذج أريتريا البائسة، يقف فيها الناس طوابير في كل مكان، وعند الفجر يفرون بالمناطيد إلى الدولة الجارة.
ويمن كبير يفتح أبوابه للعالم، ويتتفس بهدوء، يبني الجامعات ولا مزيد من مخازن السلاح، وله جيران مستعدون لجعله أفضل من ذي قبل، على الأقل لكي يثيروا مواطني اليمن الصغير قائلين: انظروا إلى أنفسكم، إن العصابات هي ما يجعلكم بائسين.

ذلك اليمن المعزول والبئيس سوف لن يكون كافياً لتتقاسمه عصابتان كبيرتان،صالح والحوثي. سيتقاتلان، أو يصلان لاتفاق هش يمنع انهيار نظامهما ويحول دون بروز دولة حقيقية. وحتى هذا الأمر سيكون متعذراً على المدى الطويل والمتوسط، ذلك أن دخل الرجلين سيكون أقل من المطلوب للحفاظ على الشبكات والعصابات. وما هو سيعني دخول اليمن الصغير في أطوار عديدة من جمهورية خوف، إلى حروب الشركاء، إلى فوضى، فجمهورية خوف جديدة. سيكون فيها صالح الطرف الأكثر هشاشة فهو لص بلا إيديولوجيا، وليس لديه شركاء خارجيون أقوياء كما لحليفه
الحرب تصنع مثل تلك النتائج المفجعة، والعصابات تجعل كل شيء ممكناً .

ادرسوا الخارطة السياسية لجمهورية القرن العشرين..
أتخيل هذا السيناريو وأنا في القطار في طريقي لحضور مؤتمر في القلب في مدينة بون..
ويوشك أن تحاصر صنعاء فلا يجبى إليها قفيز ولا درهم.


"من صفحته على الفيس بوك"