الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٥٧ صباحاً

عدن هي "مبتدأ الدولة"

سامي غالب
السبت ، ١٩ سبتمبر ٢٠١٥ الساعة ٠٣:١١ مساءً
وجود الجكومة اليمنية برئاسة خالد بحاح في عدن تطور إيحابي يتوجب البناء عليه من أجل اليمنيين جميعا بدءا من "عين اليمن"، عدن.

نجاح الحكومة في عدن، بإعادة الخدمات وإنهاء التعدد الفوضوي في أدوات حفظ النظام وتنفيذ القانون، من شأنه أن يبعث رسالة مفعمة بالأمل، إلى اليمنيين جميعا، وتقويض مرتكزات الخطاب الدعائي لشريكي الحرب الداخلية في المحافظات التي تخضع لسيطرتهما. اليمنيون يريدون دولة عادلة، دولة تحميهم من طغيان الفرد وعنت الميليشيات وتغول مراكز النفوذ.

ووجود الحكومة (مؤقتا) في عدن يمثل تهديدا بقدر ما يوفر فرصة: _ التهديد يتمثل في عجز هذه "الحكومة" في تلبية التوقعات المعقودة عليها في عدن، وبخاصة فرض سيادة القانون وإنهاء التعدد في القرار الأمني داخل المدينة ومحيطها. هذا سيؤدي إلى تآكل متسارع ل"الشرعية" في عدن، إذ أن الحكومة ستتموضع في عدن، تدريجيا، باعتبارها محض "ميليشيا" أخرى ب"الزي النظامي"! _ الفرصة تتوفر بإدراك الحكومة عناصر قوتها في مدينة تعذبت كثيرا خلال الأشهر الماضية (أثناء اجتياحها من قبل شريكي الحرب الداخلية)، ولاح أنها في الأسابيع التالية على اندحار الحوثيين والقوات الموالية لصالح، على شفا هاوية "فوضى" ميليشياوية جراء الفراغ المترتب على غياب قوة عابرة للميليشيات، لا تتوافر إلا ب"حكومة" تصطلع بممارسة مهامها بالقانون.

الحالة في عدن شديدة التعقيد، وهناك تباينات في التوقعات من وجود الحكومة الأمر الذي يلزم رئيس الحكومة وأعضاءها بالحساسية الفائقة والحس السليم، بالمرونة في التعاطي مع الأوضاع الناجمة عن الحرب والفراغ الرسمي خلال الفترة المنصرمة ولكن أيضا بالرشاقة في الحركة من أجل "إعادة الأمل" _ بالإنجاز لا بالحرب_ إلى "العدنيين"، واليمنيين عموما، بأن في اليمن جكومة تستحق الوثوق بها في المرحلة المقبلة ما يعني تعزيز فرص السلام في البلد.

كانت عدن طيلة الشهرين الماضيين، منذ اندحار الحوثيين منها، المحك والتحدي. وهي الآن، "الفرصة" إنْ أمسكت بها حكومة بحاح نجحت في اثبات جدارتها ومكنت اليمنيين جميعا، من إدراك معالم "مستقبل مغاير" عبر "عين اليمن": عدن. عدن، كما كتبت قبل أيام، هي "مبتدأ الدولة".

من صفحته على الفيس بوك