الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٢٧ مساءً

في ذكرى رحيل الرئيس الحمدي

خليل العمري
الاثنين ، ١٢ اكتوبر ٢٠١٥ الساعة ٠٩:٥٦ صباحاً
في العام 1974م كان ضابط عسكري يمني برتبة مُقدم ينفذ أول إزاحة للرئيس التوافقي القاضي عبدالرحمن الإرياني الذي وصل الى سدة الحكم بتوافق أنصار الرياض الملكيين وأنصار القاهرة الجمهوريين .
نفذ قائد الصاعقة، قائد قوات الإحتياط، انقلاباً ناعماً ضد القاضي عبدالرحمن الإرياني الذي غلب على نظام حكمه "المدنية" حيث ضعف تغول الجيش مقابل توسع نفوذ مجلس الشورى "البرلمان".
أُجبر الإرياني الذي يصفه خصومه بأنه لم يكن حازماً ، على تقديم استقالته الى مجلس الشورى الذي يترأسه الشيخ عبدالله الأحمر الذي أحالها للقوات المسلحة وتولى السلطة 7 ضباط يقودهم ابراهيم الحمدي .
يُحسب لقائد الصاعقة انه لم يكن دموياً في الوصول الى رئاسة الدولة، كذا يحسب للرئيس القاضي الإرياني انه سلم الحكم بدون اراقة الدم بعد 7 أعوام من الحكم تقريبا.
الإرياني الذي سيغادر الى دمشق كمنفى إختياري قال مقولته الشهيرة أثناء تسليم السلطة والتي أكدها في مذكراته مع الشيخ سنان ابولحوم شيخ بكيل «لا أريد أن يذبح طائر دجاج بسببي» .
سيتولى ابراهيم الحمدي السلطة بعد ذلك ، 4 سنوات أنجز فيها ما لم ينجزه علي صالح وصديقه الغشمي خلال 40 سنة من تاريخ حكمهما لليمن .
مستشفيات صنعاء ، الحدائق كاملة سوى "حديقة السبعين " ، سد مأرب كان أول تفاهم مع زايد بن سلطان من قبله ، استخراج النفط ، ميناء الحديدة ، ميدان السبعين ، جامعة صنعاء ، مطار صنعاء الدولي ، ملعب الظرافي ، المتاحف والبنوك ، الخطوط الجوية اليمنية ، الطرقات ، المدارس الرئيسية للعاصمة .
اقترب الحمدي من وجدان الناس وإحتياجاتهم الى أن تم اغتياله في منزل الضابط أحمد الغشمي في 11 أكتوبر 1977م ، تشار أصابع الإتهام الى ضابط آخر يدعى علي صالح الذي سيحكم اليمن لأكثر من ثلاثة عقود .
قال الشقيق الأكبر لإبراهيم الحمدي ، في حوار اجراه الزميل أشرف الريفي للوحدوي نت في يونيو 2011م ان علي عبدالله صالح أطلق النار علىالحمدي بعد أن كان الغشمي وافق على عرض الحمدي بمغادرة البلاد.
وأوضح أن مرافقي الشهيد عبدالله الحمدي رأووا صالح وهو يخرج من منزل الحمدي، كما أنه استقبل علي قناف زهرة أمام منزل الغشمي، ومن حينها لم يُعرف مصير المناضل زهرة حتى الآن.
واي كانت ملابسات مقتل الرئيس الحمدي وشقيقه ، فقد غادر وترك مشاريع ومؤسسات لم يضف عليها صالح شيئاً بعد أكثر من 33 سنة من الحكم قبل أن يتحالف مع الحوثيين عقب الإنتفاضة السلمية التي اطاحت به في العام 2011م ويدشن معركة انتقام تسليم البلاد للفوضى والخراب .
رحم الله الإرياني ورحم الله الحمدي وسلم اليمن من مكر الماكرين .

* من حائط الكاتب على موقع فيس بوك