الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٤٣ مساءً

لماذا انتصار هنا وانكسار هناك؟

محمد الحمادي
الثلاثاء ، ١٣ اكتوبر ٢٠١٥ الساعة ٠٢:١٥ مساءً
المراقب للمشهد في المنطقة العربية لابد أن يتساءل: لماذا يبدو الحل قريباً لأزمة ما، بينما يبدو بعيداً في أزمة أخرى؟ الوضع في اليمن يتغير، واليمنيون يقتربون من حل مشكلتهم وكل يوم هو أفضل من سابقه، والمقاومة الشعبية الشرعية المدعومة من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية تحقق انتصارات متوالية وسريعة وتحاصر التمرد الحوثي وميليشيات المخلوع في كل المناطق، والنصر الحاسم وتحرير صنعاء أصبح قاب قوسين أو أدنى.
وقبل ذلك في مصر التي نجت من فوضى لم يكن يعرف عقباها أحد. وإذا ولينا وجوهنا شطر البؤر الملتهبة في عالمنا العربي، وخصوصاً سوريا وليبيا، نرى أن الوضع فيهما هو الأسوأ، والحل يبتعد أكثر، والأزمة تتفاقم، ولا نلمح أي ضوء في نهاية النفق المظلم، وقد يخفى السبب على كثيرين، لكنه لن يخفى علينا وعلى من يستقرئ الأحداث، ولا يكتفي بتصفحها بسرعة، فلماذا تقدم هنا وتأخر هناك؟ لماذا مد هنا وجزر هناك؟ القول الفصل في الأمر إن ما يسمى بالمجتمع الدولي، المتمثل في الأمم المتحدة والدول الكبرى، ما دخل في أمر من أمور العرب إلا شانه وما خرج من أمر عربي إلا زانه..
الخلاصة أن العرب إذا تولوا أمرهم بأنفسهم وتركوا القول واتجهوا للفعل وامتلكوا زمام المبادرة، فإن الأمر يسير نحو الحسم ويتجه إلى الأفضل، وهذا ما يجري في اليمن، حيث بادر العرب باسترجاع القضية اليمنية من هذا المجتمع الدولي ومن مبعوثي الأمم المتحدة المتعثرين ومن ماراثون التفاوض البائس واليائس بين جنيف ومدن العالم الأخرى، وفاجئوا المجتمع الدولي بعاصفة الحزم وعملية إعادة الأمل، وأرادوا خلق واقع جديد وشرعي على الأرض يفرض على المجتمع الدولي أن يتعامل معه ويقر به ولا يتجاوزه.
أما في سوريا وليبيا، فقد ترك العرب أمرهما منذ اندلاع حريق ما يسمى بالربيع العربي، ولم يفطنوا إلى ما يحاك للمنطقة برمتها، وعندما استيقظنا متأخرين كان ما يسمى بالمجتمع الدولي والقوى الإقليمية قد نشبت أظافرها في الفريستين الليبية والسورية، وأصبحت الدولتان مرتعاً لكل الأطماع الإقليمية وملاذاً آمناً لكل الجماعات الإرهابية، وأعتقد أن المجتمع الدولي تعامل بتراخٍ شديد مع الأزمتين لتكريس واقع مرير لا يبدو أنه قريب من الانفراج أو الحل، كل ما يحدث هناك لأن العرب تخلوا عن تلك الدول في بداية أزمتها.
وكل ذلك المجهول في سوريا وليبيا والعراق كان مخططاً لليمن أيضاً، لكن ولحسن الحظ أن العرب كانوا أسرع تحركاً وها هم يصوغون تاريخاً جديداً لليمن وللمنطقة كلها، ويسبقون الجميع في التحكم بزمام الأمور، ولذلك يتحقق الانتصار تلو الانتصار في اليمن، ونرى الانكسار تلو الآخر في ليبيا وسوريا، فهل نستوعب هذا الدرس العربي الجديد؟ .
الوضع في اليمن يتغير واليمنيون يقتربون من حل مشكلتهم وكل يوم هو أفضل من سابقه، والمقاومة الشعبية الشرعية المدعومة من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية تحقق انتصارات متوالية وسريعة.
أما في سوريا وليبيا فقد ترك العرب أمرهما منذ اندلاع حريق ما يسمى بالربيع العربي، ولم يفطنوا إلى ما يحاك للمنطقة برمتها، وعندما استيقظنا متأخرين كان ما يسمى بالمجتمع الدولي والقوى الإقليمية قد نشبت أظافرها في الفريستين الليبية والسورية.

* جريدة الاتحاد الإماراتية