الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٣٩ صباحاً

قاعدة الجنوب...وحوثي الشمال

حسين الوادعي
الأحد ، ١٨ اكتوبر ٢٠١٥ الساعة ١٠:٥٢ مساءً
بدأ تفكير بن لادن بنقل القاعدة الى الجنوب مبكرا جدا في منتصف الثمانينات من القرن الماضي. وخلصة بعد ترنح الدولة بمذابح 1986.

في نفس الفترة بدأت دوائر ضيقة في إيران تنظر لحركة التعليم الديني التي اصبحت تعرف بالحوثيين يمكن كفرصة للنفاذ الى الشمال.

طوال فترة زعامة بن لادن للقاعدة كانت مرتبطة في ذهنه بجنوب اليمن باعتباره ذو بيئة قبلية وجغرافية ملائمة للاستقرار والنمو.
كان لا بد للحوثيين ان ينتظروا صراعات نخبة حكومة الوفاق لتطبق استراتيجية "ادارة التوحش" والانطلاق من الاطراف الى المركز وإسقاطه.

وكان لا بد للقاعدة ان تنتظر غزوات الحوثيين في الجنوب لتوسع حاضنتها الشعبيه وتهيء نفسها لمرحلة "ادارة التوحش" والانطلاق من أطراف حضرموت الى مراكز الجنوب.
قاتل الجنوبيون ضد الحوثي لكنهم لم يقاتلوا ضد القاعدة في المكلا او ابين او عدن. من الصعب وصف كل الشمال انه مؤيد للحوثي لانه لم يقاتله ولا وصف الجنوب كله بانه مؤيد للقاعده لانه لم يحاربها.
الأمور أكثر تعقيدا بكثير.

قاومت حضرموت القاعدة بالمظاهرات لا بالرصاص، كما قاومت صنعاء واب وتعز الحوثيين بتلمظاهرات قبل الحرب.
لهذا يجب ان تتوقف حرب الإدانات و"المعايرات" بين الشمال والجنوب. نحن متشابهون الر حد الفزع.
تحول الحوثيون في الشمال من جماعة الى "مشروع" بيد النخب الحاكمه. حاولوا استخدامه لضرب الخصوم حتى ابتلع الجميع.

هذا يحدث حاليا للقاعدة في الجنوب التي تتحول الى "مشروع" غامض لأطراف كثيرة في الداخل والخارج. لكن للقاعدة وداعش اهدافها المستقلة واستراتيجيتها التي قد تبتلع كافة الحلفاء والخصوم.

من السهل تبسيط ظواهر معقدة كالحوثيين والقاعدة وتفسيرها بنظرية المؤامرة. في الحقيقة كلاهما مشروعان قديمان في اليمن يعودان الى ثلاثين سنه للوراء.
عجز هادي ومؤامراته الخائبة اوقعت صنعاء في يد الحوثيين. ونفس العجز والضعف لحكومته الان قد يوقع الجنوب في يد القاعدة.

محافظ شبوه في مقابلة له اليوم صرح بلا مواربه عن معلومات مؤكده حول نية القاعدة السيطرة على أبين وشبوه!

والمهمة التاريخية للمقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي هي تحديد موقف واضح وعملي من هذا الخطر. خاصة وأن قطاعا الشمال صار ينظر لحق تقرير المصير كامر لا مفر منه بعد كل ما حدث. كما ان تأخر مساعي تقرير المصير يعود الى عجز الجنوب وليس الى رفض الشمال! (في الحقيقة لم يعد هناك شمال!)
ليكن الجنوب مستقلا وواحدا تحت حكومة مدنية لا تحت حكم رايات الإرهاب.

اما إذا استمرت المقاومة والحراك في إلقاء كل الخطايا والمشاكل على سماعة الشمال فلا ان يتأخر رفرفة ال اية السوداء على المقار الحكومية في الجنوب عن عدة شهور.
ساعتها سيقوم الشمال نفسه بإعادة وضع البراميل في نقاط التماس الحدودية السابقة.

من صفحته على "الفيس بوك"