الاربعاء ، ١٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٠٤ صباحاً

مجزرة المليشيات الجديدة بتعز

وئام عبد الملك
الخميس ، ٢٢ اكتوبر ٢٠١٥ الساعة ٠٨:٠٧ مساءً
المليشيات منذ ان اعلنت موافقتها على المفاوضات، التي ستتم برعاية أممية، ورحبت بها ايران ودول الخليج، باتت تتلذذ أكثر بقتل المدنيين في تعز، إذ اشتدت المعارك فيها، لتعيد إلى الأذهان سلوكها الذي يتزامن دوما مع إعلان هدنة او تفاوض، فهي لكي تدخل في مفاوضات ولكي لا تبدو طرفا ضعيفا تسعى لتثبت نفسها ميدانيا، وتحصل على ورقة جديدة وقوية للضغط.

عصر يوم ٱمس في حوالي الرابعة استهدفت المليشيا المدنيين بأماكن متفرقة وسط المدينة، بستة عشر صاروخ كاتيوشا، وقضى ضحية الهجوم العنيف ثلاثة وعشرين شهيدا، وعشرات الجرحى.

ومن الاماكن التي كانت هدفا لآلة الموت تلك، منطقة الضبوعة وقرب مستوصف المتحدين، تلك الأماكن غالبا ما تكون مكتظة بالمدنيين، وعند المستوصف يوجد العديد من الباعة.

أثارت أصوات الانفجارات المفزعة المدنيين، لأنها كانت متتالية، وهزت أركان الاحياء القريبة من موضع الانفجارات، وقف الناس أمام نوافذ بيوتهم وقتذاك يرقبوا الحدث، فلقد تصاعد الدخان، وعلمنا بأن أكثر الأماكن التي تم استهدافها كانت وسط المدينة، أكثر الناس لم يكترثوا للموت الذي قد يختطف أحدهم حينها، وأخذت مخيلاتنا تنسج المشاهد المروعة التي تعقب مثل هذه الانفجارات، الجميع يتحدثون ويتساءلون، وأمهات قلقة على أبنائها وتخشى أن يكونوا أحد ضحايا تلك الصواريخ، القلوب التي اعتادت على جنون المليشيا الفاشية، رقصت دون رضاها على الحان الموت والخوف.

العشرات فقدوا حياتهم في غمضة عين، والعشرات أصيبوا بجراح خطيرة، سيستنكر العالم ما حدث بالأمس، لكنهم كالعادة لن يتذكروا ما حدث بعد ثلاث أيام أو يوم وحد، إذا كان هناك مجزرة جديدة أكثر ترويعا، ولكن أهالي الذين قتلوا وجرحوا هم الذين سيذكرون، هذا الحادث الإجرامي، الذي لا قيمة فيه لأرواحنا.
وسيكون من المضحك ٱن يصم المؤيدون للمليشيا أذانهم عن هذه الجريمة البشعة بحق المدنيين في تعز، بينما يتباكون على القتلى الذين يسقطوا جراء الغارات الجوية، متجاهلين تماما جرائم المليشيا في تعز وغير مدينة.
في هذه المفاوضات أبناء الحالمة والوطن يدفعون ثمنها من دمائهم، فهل ستثمر؟

هذه المدينة التي يحبها أبناءها، صارت وقت الشدة معشوقتهم، فجميعهم يحتملون كل جرائم المليشيا لتحيا هي، والوطن الذي ينزف، ولم يسبق وأن جمع الوجع أبناء الحالمة المخلصين الأحرار وأبناء واليمن الكبير كما يحدث الآن.

هذا الصباح أدركت كم هي مدينتا جميلة، وكم هي بالفعل ترغب بالسلام، وشعرت بالخجل وأنا أشاهد رجالاتها في النقاط الأمنية يحتملون البرد والرياح لأجل أن نحيا نحن، هذه المدينة عصية على الذل وستبقى كذلك أبدا، ودماء أبنائها التي نزفت ستطهرها من المليشيات المعتدية، التي تريد أن تقتل الجمال فيها، وتزرع الكراهية والتطرف، ولن تصدر المدينة غير الحب لكل أبناء" الوطن الضحية".