الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٤٤ صباحاً

القتيل الذي لن يظهر إسمه ضمن قائمة قتلى تفجيرات باريس!

نبيل سبيع
السبت ، ١٤ نوفمبر ٢٠١٥ الساعة ٠٨:٠٧ مساءً
فتح الطفل السوري "إيلان شنو" الكثير من ضفاف وأبواب بلدان أوروبا والغرب وأمريكا اللاتينية أمام مئات الآلاف بل ملايين النازحين واللاجئين العرب والمسلمين الفارين بجلودهم من جحيم الحروب والإرهاب والمهانة في بلدانهم. لكن تفجيرات باريس الإرهابية التي أودت أمس بحياة أكثر من (١٢٨) قتيلا ستغلق كما يبدو هذه الأبواب.

ربما لم يسبق أن حظي العرب والمسلمون بتعاطف وتضامن إنساني في أوساط شعوب أوروبا والغرب وصولا الى شعوب أمريكا اللاتينية كما حدث بعد وصول الطفل السوري الغريق ذو الثلاث سنوات الى ضفاف ألمانيا: أعلنت ألمانيا على الفور ومن بعدها عدة بلدان أوروبية وأمريكية لاتينية فتح أبوابها أمام ملايين اللاجئين العرب والمسلمين. وخرجت مظاهرات في لندن وعواصم أخرى معلنة عن تضامنها مع الشعوب العربية الاسلامية التي تشهد حروبا أهلية وطائفية مدمرة، وطالبت حكوماتها بعمل شيء لإيقاف هذه المآسي كما طالبتها بالمزيد من الانفتاح على موجات النازحين العرب والمسلمين الفارين من جحيم بلدانهم.
وقد مثل هذا على الأرجح تحولا مهما في نظرة الشعوب الغربية الى العرب المسلمين المهاجرين في الغرب والمقيمين فيه. غير أن تفجيرات باريس الإرهابية ستجهض كما يبدو هذا التحول وتنتج تحولا عكسيا، ولا سيما إذا كشفت التحقيقات الفرنسية عن تورط أي من النازحين العرب والمسلمين الذين استقبلتهم وآوتهم أوروبا في هذه المجزرة الشنيعة.

(١٢٨) قتيلا حتى الآن وضعفهم جرحى، هذه مجزرة كبيرة وكارثية على فرنسا دولة وشعبا. لكن كارثيتها ستمتد وتلقي ظلالها على مصائر مئات الآلاف إن لم يكن ملايين العرب والمسلمين المقيمين في الغرب أو الحالمين بالهجرة اليه.

ستضم قائمة ضحايا تفجيرات باريس أسماء كل القتلى والجرحى الذين سقطوا بالأمس. لكن تفجيرات باريس قتلت أيضا كما يبدو التحول الذي أحدثه الطفل السوري الغريق "إيلان شنو" في نظرة وتعامل قطاعات واسعة من الشعوب الغربية مع العرب والمسلمين في مآسيهم المتفاقمة.
وهذا هو القتيل الذي لن يظهر في قائمة ضحايا تفجيرات باريس ولا ضمن قائمة أي ضحايا آخرين.

من صفحته على الفيس بوك