الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٣٧ صباحاً

ذكرى الاستقلال المجيد

حميد الأحمر
الثلاثاء ، ٠١ ديسمبر ٢٠١٥ الساعة ١٢:١٥ صباحاً
تجسد ذكرى الاستقلا الـ30 من نوفمبر.. فكرة اساسية لدى اليمنيين مفادها أن الحرية هي السبيل الأمثل لاسترداد الذات المسلوبة ، وتحريرها من قيود الاعاقة ، وعتقها من عبودية المستعمر والمستبد الذي يسعى الى نقش ذاته نافيا الذات الحقيقية للانسان ليتمكن من احتلال إرادته بعد احتلال ارضه كي يخلق القناعة به وبضرورة بقاءه فاحتلال وعي الانسان وضميره اسوء من احتلال الارض، لان المستعمر يسعى دوما الى حيازة الارض من خلال اقتحام الضمير وضرب مباديء الانسان ليضعف قوة المقاومة نحوه ..

وثمة علاقة ارتباط وثيقه بين الاستعمار والاستبداد فمخلفاتهما متشابهة تماما كطموحاتهما وكليهما لا يستطيعان البقاء المادي الا من باب الاستعمار المعنوي للانسان ، وهذا ماحدث ايضا في شمال الوطن حين سعت الامامة الكهنوتية السلالية الى استلاب شكيمة المقاومة من ضمير اليمني من خلال قتل كرامته ومسخ احساسه بذاته كي يزدريها ويقدس مايعتقد واهما انهم اسياده المتميزون الذين خلقوا من مادة رفيعة تختلف عن طينة البشر البسيطة والعادية .

ولذلك جاءت الثورات اليمنية وقدم الثوار والمناضلين الأوائل أغلى التضحيات من اجل محو وطمس ذاكرة العبودية ومعتقداتها الزائفة التي نقشت في وعي اليمني بمختلف الاساليب لتعيد اليه حريته وكرامته وفطريته المستقيمة التي لا تقبل التشظي والانقسام، وتؤكد له ان الله خلقه حرا كريما ، لا فضل لاحد عليه الا بتحقيق العبودية الكاملة لله وحده وتمثل معاني التقوى الحقيقية في ذاته وواقعه ...فكان الهدف الثاني لثورة 26سبتمبر الام التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما واقامة نظام حكم جمهوري عادل وازالة الفوارق والامتيازات بين طبقات الشعب.

ومثلت ثورة 14 اكتوبر1963م التعبير الاصيل عن عمق هذا الهدف ليكون ال30من نوفمبر1967 خلاصته الاخيرة في معنى التحرر بصيغته المادية المحتلة للارض ، ثم تقدمت الثورة لانجاز مختلف احلام اليمنيين التي وحدة نضالاتهم وثوراتهم ،فكانت الوحدة بِداية فتح المسار نحو تاصيل واقعية الاهداف الاخرى في ظل اعتقاد راسخ لدى اليمنيين ان الوحدة ارضية النهضة الوطنية وقوتها اذا ماوجدت القيادة الاتية من عمق الشعب وخياره الحر لها ..

كانت تعز هي محضن التخصيب للفكر الوطني المقاوم بكل توجهاته ومنها انبثق وعي الثورة بصيغتيه الوطنية والوحدوية، كانت عدن مختبر الافكار واختمار بدايات الثورة والحاضن الرئيسي للثوار والمناضلين، ومنها انطلقت التطبيقات الاولية لفكر الثورة والمقاومة ، فقد كانت تعز مركزية جغرافية وثقافية تضخ الفكر المقاوم في كل اجزاء الجسد اليمني في حالة انسجام وحركية.

وكان الدماغ الوطني يتغذى وعي الثورة والوحدة من هذه المركزية التي تحاول اليوم عصابات القتل والكهنوت الامامي الانقضاض عليها بحقد وهمجية انطلاقا من وعيها لما تشكله من ديمومة في تجديد الفكر وربطه باهداف الثورة كمرتكزات اساسية لنهضة اليمن وتحررها من كافة اشكال الاستبداد والاستعباد والهيمنة بمختلف صيغها التي كان ابرزها محاولة نظام الفشل الذي دام 33عاما ان يورث الحكم لسلالته وحين افشلت ثورة 11فبراير 2011 احلامه لجأ الى التحالف مع سلالة الحقد التاريخي الامامي لينتقم من اليمنيين وتطلعاتهم في الحرية والنهضة والتغيير نحو الافضل.