الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٠٩ صباحاً

خالد بحاح نائب رئيس الجمهورية اليمنية رئيس الوزراء في الدوحة

محمد صالح المسفر
السبت ، ٢٦ ديسمبر ٢٠١٥ الساعة ٠٤:٢٦ مساءً
قام سيادة خالد بحاح نائب رئيس الجمهورية اليمنية رئيس الوزراء بزيارة رسمية إلى الدوحة وعقد اجتماعات مع القيادات السياسية العليا في قطر، سمو الأمير الشيخ تميم أمير البلاد المفدى، ورئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، ووزير الخارجية، ووزراء آخرون، كما التقى معالي بحاح برجالات قطر العاملين في ميدان الإغاثة الإنسانية والإعمار، وشرح احتياجات الشعب اليمني في مجالات الصحة والغذاء والكساء والتعليم والإعمار، وقد وجد تجاوبا صادقا من كل من التقى بهم.

(2)

في المجال الرسمي تناول السيد النائب بحاح مع القيادة السياسية العليا سير العمليات العسكرية والصعوبات التي تواجه عاصفة الحزم في اليمن، إلى جانب شرح المعاناة التي يعانيها الشعب اليمني بكل أطيافه وجهاته الجغرافية من الحصار الذي تفرضه قوات الحلف الثنائي (صالح ــ الحوثي) على بعض المناطق اليمنية، وشرح معاليه أزمة الدبلوماسيين اليمنيين العاملين في الخارج، الذين لم تصرف لهم مرتباتهم الشهرية منذ زمن ليس بالقصير.

لقد عبر سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن امتعاضه لذلك الحال، أي حال الدبلوماسيين اليمنيين، وكأني بسموه يقول للسيد بحاح كيف يجد هؤلاء الرجال وقتا لخدمة بلادهم في عواصم الدنيا المعتمدين لدى تلك الحكومات وإبراز حال الشعب اليمني، نتيجة لهذه الحرب القذرة التي يشنها التحالف الثنائي على الشعب اليمني وحكومته الشرعية وهم في هذه الحالة، ومن المعلوم أن الجندي الذي لا يكون مسلحا تسليحا جيدا، ويشعر أن أهله خلفه في أمان من كل ناحية لن يتمكن من أداء واجبه الوطني في ميدان المعركة، وعلى ذلك أمر سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله بأن تتكفل دولة قطر بصرف رواتب الدبلوماسيين اليمنيين المعتمدين في عواصم الدنيا، وتوفير الحياة الكريمة التي تتناسب ومكانتهم بين أمثالهم من سفراء الدول الأخرى، وتقدر التكلفة المالية 40 مليون دولار، كما أن الهلال الأحمر القطري سيقوم بتقديم 180 مليون دولار لدعم جهود الإغاثة.

وقدم معالي النائب السيد خالد بحاح الشكر والعرفان لدولة قطر حكومة وشعبا والجمعيات الخيرية لما تقدمه من دعم للشعب اليمني، وسيبقى الشعب اليمني محتفظا بالعرفان والجميل للقيادة القطرية والشعب القطري العزيز.

(3)

بدعوة من جامعة قطر للسيد نائب رئيس الجمهورية اليمنية رئيس الوزراء، قام سيادته بزيارة الجامعة، وكان في استقباله سعادة رئيس الجامعة ونوابه وعمداء الكليات، ثم توجهوا إلى قاعة ابن خلدون التي احتشد فيها طلاب الدراسات العليا وطلاب الجامعة عموما، في بداية اللقاء ألقى سعادة رئيس الجامعة كلمة ترحيبية بنائب الرئيس السيد خالد بحاح وأشاد في كلمته بعاصفة الحزم، وجهود المملكة العربية السعودية في إرساء قواعد الأمن والاستقرار وعودة الشرعية اليمنية إلى العاصمة صنعاء، كما أشاد رئيس الجامعة في كلمته بقوات التحالف العربي مشيدا بدور دولة الإمارات العربية المتحدة وقوات التحالف العربي في تحرير جنوب اليمن من الحوثيين وأتباع علي عبد الله صالح، ثم قدم معالي السيد بحاح لإلقاء محاضرته أمام أعضاء هيئة التدريس وطلاب الجامعة عامة، تحدث فيها عن حال اليمن، وتناول في محاضرته تاريخ قيام الدولة اليمنية الحديثة في شمال اليمن بعد ثورة 1962 وإعلان قيام جمهورية اليمن في الجنوب اليمني بعد الانسحاب البريطاني عام1967، والوصول إلى الوحدة عام 1990 وما تلا تلك الوحدة من أزمات وحروب واغتيالات وما وصل به الحال اليوم.

وشرح في محاضرته الصعوبات التي تواجه اليمن اليوم وناشد أصحاب الرأي والقلم بتناول الشأن اليمني بموضوعية، وبما يحقق الوحدة الوطنية وسلامة الدولة اليمنية، وأشار في إجابته على بعض الأسئلة التي طرحت عليه بعد المحاضرة القيمة، ومحور تلك الأسئلة يدور عن الخلافات بين قيادات السلطة الشرعية اليمنية. أجاب سيادته بكل وضوح: ليس هناك خلافات في صفوف القيادة وإنما اجتهادات والقول الفصل في نهاية المطاف للسيد رئيس الجمهورية، ونحن معه لنكمل المسيرة نحو دحر الانقلابيين وعودة الشرعية إلى العاصمة صنعاء وما ذلك ببعيد. وعن المسألة الجنوبية قال ما معناه: تعرض أهلنا في جنوب اليمن لمظلومية نتيجة لممارسات نظام علي عبد الله صالح المرفوضة من كل الشعب اليمني، بدليل ثورة فبراير 2011 على نظام صالح، التي شملت كل أرجاء اليمن شماله وجنوبه دون تمييز وعلينا تصحيح المسيرة لما فيه خير اليمن واليمنيين.

آخر القول: لقد كانت زيارة ناجحة بكل المقاييس، لم تكن الهموم الشخصية في أولويات سيادته، كان الهم الوطني، هم اليمن كله، ومن أهم نتائج تلك الزيارة اللفتة الكريمة لسمو الأمير تميم بحل مشكلة الدبلوماسيين اليمنيين عندما طرحت عليه من معالي السيد خالد بحاح.

عن صحيفة الشرق القطرية