الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٥٤ صباحاً

لمن لايعرف خالد الصوفي؟

غمدان اليوسفي
الثلاثاء ، ٠٥ يناير ٢٠١٦ الساعة ٠٣:٤٣ مساءً
حين تصبح الصفحة الرئيسية هنا كلها خالد الصوفي، هل تعرفون على ماذا تدل؟
هل تعرفون لماذا؟
لأن الدكتور خالد الصوفي كان متصالحا مع نفسه، ومع الآخرين، لم يمثل دورا غير دوره، كان صحفيا شجاعا، طالبا مجتهدا في الجامعة، ثم مسؤولا قريبا من الناس في المركز الثقافي بالقاهرة، وكانت شقته في روكسي هي مطار آخر، ينزل فيها العابرون والمقيمون.. الطلاب، المرضى، المحتاجون، الاثرياء، الأصدقاء، والأعداء أيضا.. ثم أخيرا طلابه الذين عايشوه في كليتهم..

قرأت لأحدهم أنه كان يعلمهم ضرورة أن يكون الصحفي أنيقا، وآخر كتب: كيف كان يحثهم على التحرر من الخوف.
اتذكر شغف الأستاذ محمد جسار بخالد الصوفي الصحفي، وكان يتذكر إبداعه في كتابة العناوين الصحفية لصحيفة (رأي) التي رأست تحريرها لاحقا، وأتذكر حين زرنا مدينة شبام كوكبان نقل لي العنوان الذي كتبه خالد الصوفي في استطلاع عن (شبام كوكبان)، حينها..
"مدينة تغسل شعرها بالسحاب"..
ذاك ببساطة هو خالد الصوفي..

حتى حين كان يشارف على الموت ولم يتمكن من الحديث، كتب في ورقة لأحد زواره، "كيف هي تعز؟"
لأجل كل هذا وأكثر لا أتفاجأ بصوره المتدفقة على الصفحة الرئيسية.

غدا سندفن خالد الصوفي في ٦ أكتوبر في القاهرة، بخجل سنحضر جنازته، وبخجل سنتذكره، لأنه لا أحد يتجرأ على أن يكون خالد، لا أحد يتجرأ على كرمه، على نبله، على تضحيته لأجل البسطاء والكبار سوية، على وقوفه مع بلد احتمل أوجاعه لخمسة أعوام وهو على عكازه الرباعية.

حين شاهدت اليوم وجه صديقه الأقرب حافظ البكاري عرفت أن خالد الصوفي مات فعلا، ربما لايدرك الكثيرين ماذا يعني خالد الصوفي لحافظ البكاري.. شيء أكبر بكثير من أن يوصف.

حزني على خالد لايضاهيه غير حزني على حافظ.
كنا نتحدث عن مشروع وثائقي طرح فكرته لي وتوقفنا عند التمويل والتنفيذ، لكن لم يعد المشروع مجديا لأنه كان مشروع خالد..