الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١٥ صباحاً

على باب الله

محمد جميح
الخميس ، ١٤ يناير ٢٠١٦ الساعة ٠٩:٥٢ صباحاً
سيدي ومولاي…
هأنذا على بابك…
طرقت أبواب الملوك…
قرعت قلوب الرؤساء…
أصدقائي غلقوا في وجهي تلفوناتهم…
حتى ليلى التي تعلقت بأهداب عينيها، نفضتني عنها، وذهبت مع <زوربا الإغريقي> إلى سواحل جزيرة كريت…
سيدي ومولاي…
آتيك بكل ضعفي وانكساري…
أخلع على عتباتك ثوب غروري وكبريائي…
وأطرح روحي على الباب…
سيدي ومولاي…
في الطريق إليك لقيني <ريتشرد دوكنز> فيلسوف الإلحاد…
أعرف دوكنز جيداً
تقلبت إليه مراراً
قال لي: إلى أين؟
قلت: إلى الله…
قال: أين هو؟
قلت: لو عرفت لما بحثت…
قال: لا تتعب نفسك..أنت تبحث عن <وهم>…
مضيت بعيداً…
أمسك بي دوكنز من تلابيب روحي…
قال: لن أسمح لك بالذهاب إلى الوهم!
قلت: لم أفرض عليك الإيمان، فلا تفرض علي الإلحاد يا صديقي…
تركت دوكنز ومضيت…
<قلبي دليلي>…
وقلبي يقول لي إنني سألقاك
وأنا أصدق قلبي ولا أصدق ريتشرد دوكنز…
عندما تملأ روحي صرخات ضحايا الحروب…
أذهب إلى الغابات
أبرّدُ روحي في ماء بحيرة صغيرة…
أسافر إلى الجبال البعيدة…
تلمس يد القدرة روحي فتبعث فيها الحياة…
وأحس الفراديس تتثعب في داخلي…
وهناك أكاد أراك…
سيدي ومولاي…
روحي مثقلة بالخطايا
وعلى قلبي غلاف كثيف من غبار حروب قبيلتي…
جئت إليك من طرف عجوز في الثمانين قتل عائلها في غارات عبس وذبيان…
أحمل بكاء يتيمة في العاشرة خطف تجار الحروب روح أبيها…
آتيك من مدينة هدمت على رؤوس أهلها…
أنا الناجي الوحيد من هذا <الهولوكوست>…
كلهم لديهم رسالة واحدة…
لا يطلبون فيها شيئاً…
رسالتهم فقط تقول:
نحبك…نشتاق إليك…
افتح يا رب الباب…
أنا والرسالة على الأعتاب…