الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٤٣ مساءً

حتى نائف حسان لم يسلم منكم يا أوغاد

علي البخيتي
السبت ، ٠٦ فبراير ٢٠١٦ الساعة ٠٧:٥٢ مساءً
نائف حسان من أفضل وأنزه الصحفيين في اليمن؛ نقل الصحافة الورقية في اليمن هو وزميله محمد عايش نقلة نوعية عبر صحيفتي الأولى والشارع؛ وقدموا لنا نموذج للصحافة الموضوعية والمستقلة كثيرا عن تأثيرات مراكز القوى التقليدية.
اغلقت الصحيفتين بعد تهديدات من أحد أعضاء اللجنة الثورية التابعة لأنصار الله "الحوثيين"؛ ولم يبقى لنائف الا مواقع التواصل الاجتماعي يعبر فيها عن رأيه.
نائف ليس صحفيا فقط؛ بل باحث اجتماعي من طراز رفيع؛ وكاتب متألق؛ يملك قدرة على التحليل الموضوعي؛ متأثرا بخلفية قراءاته اليسارية العميقة.
سقط نائف اليوم مضرجا بدمائه عقب اعتداء أدى الى ادخاله المستشفى؛ بعد أن سقط نبيل سبيعبله؛ مع أن أي منهم لم يتعصب لأي طرف؛ ومواقفهم ناقدة لكل الأطراف.
ما ارتكب بحق نبيل ونائف جريمة بشعة؛ والأبشع منها محاولة البعض التشفي في نائف تحديدا؛ كونه لم ينجر الى طائفة أو منطقة؛ وبقي كما عهدناه؛ نبيل وصادق ونزيه؛ ويمني أولا وأخيرا في تناولاته للشأن الوطني.
كما أنه من السابق لأوانه اتهام أي جهة؛ وبالأخص أن نائف وخلال الأشهر الأخيرة لم يصدر منه ما يمكن أن يدفع أي من الأطراف المتقاتلة الى استهدافه؛ وهذا يدفعني لترجيح وجود طرف ثالث يريد خلط الاوراق؛ أو تحميل جهة ما المسؤولية؛ عبر استهداف صحفي يعيش في نطاق سلطتها الأمنية، وعلى كل حال فجريمة كهذه لا يقترفها الا الأوغاد.
وفي نفس الوقت فإن أنصار الله "الحوثيين" مطالبون بالإجابة عن الكثير من الأسئلة المثارة حول الاعتداءين؛ بحكم مسؤوليتهم الأمنية؛ كونهم سلطة أمر واقع؛ وعناصرهم الأمنيين منتشرين في كل مكان.
تمنياتي للعزيزين نائف ونبيل بالشفاء العاجل؛ واترجى من بقية الصحفيين والكتاب أخذ الحيطة والحذر وتخفيف تحركاتهم قدر المستطاع حتى تنجلي هذه الغمة.
ورسالة أخيرة أحب توجيها الى من سارعوا باتهام الحوثيين وصالح بالمسؤولية عن الجريمة مفادها: احترموا عقولنا، فإلى ما قبل ساعات كنتم تتهمون نائف أنه عفاشي حوثي مؤيد للانقلاب، فكيف يعتدي الانقلابيون على من يؤيدهم؟!!، إضافة الى أن اطلاق الاتهامات دون دليل أو حتى قرينة يساهم في التغطية على المجرم الحقيقي.