الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٢٦ صباحاً

أحمد الشيباني.. وجع الرحيل

عامر الدميني
الاربعاء ، ١٧ فبراير ٢٠١٦ الساعة ٠٣:٢٨ مساءً
راسلني قبل اسبوع مبديا استعداده بارسال مواد من تعز.
اجبته لامانع.. ارسل ماتراه وسننشره.
كانت اولى المواد التي ارسلها بعنوان (الفن في مواجهة الحصار) وارفق بها اكثر من 10 صورا للمعرض الفني الذي اقيم في شارع جمال بتعز.
اعجبني كثيرا حسه المهني وحرصه الكبير على تغطية الوضع الميداني في تعز بأسلوب خاص عادة ما يفتقد له الكثير من الصحافيين.
لم اكن اعرفه سوا بالاسم، او انني اعرفه لكن من وسائل التواصل فقط.
كان كل تواصلنا عبر التليجرام فقط.
قبل 3 ايام ارسل لي هذه الرسالة:
"اخي عامر انا طلعت طريق طالوق امس وعملت صور للناس والطريق واستئناف الشق باطريق التي تربط صبر بطالوق وتمد المدينة بكل المواد والناس تنقل كل شي علي اظهر الشباب والاطفال والحمير الي صبر ومن ثم يتم انزالها للمدينة".
راقت لي الفكرة وطلبت منه ان يعمل عليها ويرسلها بأقرب وقت.
تأخر الوقت وافتقدت غيابه، وكلما ادخل على التليجرام اجده غير متصل، ولم تصل رسائلي إليه.
احمد
احمد
لكن دون مجيب....
فجأة عرفت الفاجعة الكبيرة ...
انه احمد الشيباني الذي قنصه مجرم حاقد يوم امس.
لم يدخل حسابه... ولم يرسل لي المادة التي اعدها...
قلبي موجوع يا احمد الشيباني واشعر بألم كبير يجتاحني وغصة في صدري لن استطيع تجاوزها.
اليوم بعد 24 ساعة من رحيلك عدت لافتش عنك فلم اجدك.
لم اجدك الساعة الثانية عصرا على التليجرام كما اعتدت كل يوم وانت تحدثني عن المواد التي حررتها والصور التي التقطتها والمشقة التي تكبدتها في مواقع النار بتعز.
افتقد اليوم لحماسك وسرورك وانت تنقل معاناة سكان تعز وما يعيشوه من اوضاع.
لن انسى تهانيك لي عندما علمت اني في موقع الموقع، واستعدادك للعمل معنا..
اعتذر لاني عرفتك مؤخرا رغم صداقتنا بالفيسبوك.
اعتذر لاني لم انشر اولى المواد التي ارسلتها بسبب جهلي بك.
اي حقد اسود يحمله هؤلاء.
لن انسى لحظة معانقتك للارض التي احتضنتك وانت تجري فارا من رصاص مجرم كافر بوجودك على ارضك.
احمد شابا عابرا لليمن الكبير.
فرحمة الله تغشاك يا احمد
واعدك ان لا ادخر جهدا ما حييت لفضح هؤلاء واستكمال ما بدأته وكنت تؤمن به وتناضل لأجله.
اوجعتني يا احمد برحيلك فعليك سلام الله..

"الموقع"