الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٣٤ صباحاً

من العاصفة إلى الرعد الحزم مستمر

أحمد الجار الله
الخميس ، ٠٣ مارس ٢٠١٦ الساعة ٠١:٠٤ صباحاً
حسمت دول “مجلس التعاون” الأمر بإعلانها إدراج “حزب الله” منظمة إرهابية، رغم أن هذا الإجراء كان يجب أن يتخذ منذ بدأت الجماعة التدخل بشؤوننا الداخلية، أكان عبر التحريض، أو بعملياتها التخريبية، لكن أن تأتي متأخراً أفضل من ألا تأتي أبداً.
وإذا كان زعيم العصابة حسن نصرالله يتباهى باستمرار اعتداءاتها علينا، معتبراً أن خطبه التحريضية “أشرف ما فعله” في حياته، فإنه اليوم لابد أن يعيد حساباته وينظر مطولاً إلى الواقع اللبناني الذي تسبب بتعقيده ودفعه إلى حرب أهلية لا تبقي ولا تذر.
هذا الإجراء هو جزء من عاصفة الحزم التي نحن اليوم في عشية ذكراها الأولى، لأن مفاعيلها ليست محصورة في اليمن فقط، إنما تطال كل الذين عملوا على دفع الشعب اليمني إلى اتون الاحتراب من خلال انقلاب عملاء إيران على الشرعية، وما يتحقق على الأرض اليمنية يترافق مع ما نسمعه يومياً من أخبار تزيد من اطمئنان الخليجيين كافة، وربما العرب أجمعين إلى مستقبلهم، وقدرتهم على منع العدوان عنهم، من أي جهة أتى.
صحيح اننا نسمع أيضاً من يقول إن هذه العاصفة طالت، لكنها في رأيي لا تزال ببدايتها لأن المشروع الذي تتصدى له أعمق بكثير من إعادة الحكومة الشرعية إلى اليمن، فهي تعالج سلسلة كبيرة من خطوات قطعها مخططو الغزو الإيراني للمنطقة، أكان على مستوى تسليح الجماعات التخريبية كما هي الحال في اليمن أو العراق ولبنان، أو بناء خلايا إرهابية كما جرى في البحرين، التي استطاعت أجهزة الدولة الأمنية القضاء عليها وإعادة الاستقرار إلى المملكة، أو في الإمارات حيث بنى “حزب الله” جماعات للدعم والتمويل لكن الحكومة اجتثتها من جذورها وحاكمت وأبعدت من تورط فيها، وفي الكويت كانت الاستخبارات الإيرانية تخزن الأسلحة وتبني الخلايا استعداداً لساعة الصفر لإشاعة الفوضى، وأيضاً أحبطت القوى الأمنية هذا المخطط.
لهذا كله فإن العاصفة لم تطل، بل لا تزال مستمرة لاستكمال دحر العدوان، وهو التطور الطبيعي في التصدي للمشروع الإيراني، بل نحن اليوم على أعتاب “ناتو” عربي يتبلور في مناورات “رعد الشمال” بقيادة المملكة العربية السعودية، خصوصاً بعد أن نشاهد قادة الدول المشاركة في المناورة يجتمعون في حفل ختامها ويعلنون موقفهم الحاسم في التوحد في مواجهة الصلف الإرهابي الإيراني الممنهج، ولهذا على إيران وأذنابها في المنطقة مراقبة هذه المناورات جيداً من جحورهم.
يبقى القول: ربما هناك من يعتقد أن التكاليف المالية لهذه العاصفة، ومعها “رعد الشمال” كبيرة أو تؤثر على دول المجلس، على هؤلاء أن يدركوا أن الثروة ليست أغلى من الأوطان، ولذلك لا نريد أن نترفه بثروة فيما نعيش ذل الهيمنة والتبعية والاحتلال، إنما نريد أن نوظفها أيضاً في حماية عزتنا وكرامتنا ومجد أمتنا، فبئس المال إذا كان سيجعلنا نتخلى عن حقوقنا في الحياة الحرة والاستقلال والسيادة، فإذا كانت الدماء رخصت في هذا الشأن فهل نأسف على مال؟
في هذه العاصفة التي أعادت المجد إلى أمة كادت تستسلم في لحظة يأس لواقع احتلالي كان يمكن أن يصل إلى مكة والمدينة ويطول كل دول”مجلس التعاون” ومن بعدها الدول العربية كافة، تبقى الحسابات الوطنية والقومية أغلى من كل شيء.

* السياسة الكويتية