الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٣٧ صباحاً

صلاح القاعدي.. أنا آسف!

حسين الصوفي
الخميس ، ٠٥ مايو ٢٠١٦ الساعة ٠٥:٠٦ مساءً
ذات صباح قمت من نومي بعد رؤيا مفزعة، ففتحت جهازي ثم سجلت على الفور "بلاغ لمن يهمه الأمر، اعلن عن بدء اضرابي عن الطعام..." كنت حينها واضحا في رسالتي وخطابي للاعلام اليمني والدولي، كنت استجدي الزملاء أن يستشعروا ما أنتم فيه.
ولأننا في حرب لعينة يا صلاح، فقد اتضح للجميع أن الحرب استنزفتنا نفسيا وذهنيا وشعوريا، وكان أمامنا تحد ليس بالسهل في ايصال معاناتكم -ايها الأبطال- فكنت قررت ان اقدم نفسي نموذجا يجوع، لأنك يا صلاح حاولت تضرب عن الطعام لتخبرنا ما تعانيه، فلم يدرك العالم محاولتك التي اختطفها الاوغاد، حينها أردت يا صاحبي أن اقدم نفسي حالة تشبه قراركم الاحتجاجي فقط!
كنت ادرك ان علي الجوع حتى يغمى علي، ثم انقل الى احد المستشفيات، وحينها قد يسل الزملاء أقلامهم وهم القوم الذين لا تهزمهم الدنيا لو ارادوا!
باءت محاولتي بالفشل يا صلاح، تلقيت اتصالات ورسائل ومناشدات، وجاء الزملاء والأحبة وبرروا واقسموا وامتنعوا وضغطوا، نحن يا صلاح نحمي أنفسنا من أي مشهد ينقل لنا حجم ما أنتم فيه!
كنت قادرا على الجوع، ولكني خذلتك يا صلاح، خذلتك بعد نحو 30 ساعة من الصوم، خذلتك وأكلت، وعاد زملائي وأنا الى مشاغلنا وهامش الحياة الذي نعيشه، غير أنك تلقيت حفلة جديدة من التعذيب، وربما قهقه الاوغاد في وجهك ساخرين خذلاننا لكم.
الان انا اسف يا صلاح، لا طاقة لي بالجلوس مع كلب جائع في شارع كبير، لا اطيق مطاردة كلب سائب، فكيف بكلب متوحش مدرب أهداه الامريكان لكلابهم الشرسة التي تنهش حريتنا وكرامتنا!
اسف يا صلاح، والله لا طاقة لي بتقديم نفسي فدائي تأكل الكلاب لحمه حيا، من اجل تعاطف الزملاء، عاجز عن تمثيل المشهد، لكن الزملاء لن يصمتوا بعد هذه اللحظة..
صديقي وحبيبي صلاح..
لا البكاء سيفيدك، ولا سيسقط عنا واجبنا ومسؤوليتنا، لكننا امام امتحان صعب، امتحان الرجال الاقوياء، اصحاب الحق والقوة..
اتمنى ان نجد وقتا لنقف بجد ومسؤولية، ونفكر بلا انفعال او انهزام او سلبية، نفكر بمسؤولي، بلا اتهام او احباط، بلا معارك جانبية، بلا طيش للاسهم، بلا شطط، بلا اسقاط واجب، بمسؤولية لا تراخي فيها ولا استسلام ولا تعقيد ولا تبرير ولا تهويل..
أنت مختطف وزملاءك يا صلاح، وكافة المختطفين، ونحن نستطيع فعل شي، نستطيع أن نقيم الدنيا ولا نقعدها..
نستطيع أن نحول شاشاتنا الفضائية الى ضجيج ودوي ببرامج وتغطيات ويوما مفتوحا ينقل معاناتكم ويضغط ليجعلكم القضية الوحيدة كما أن للفلسطينيين قضية حق العودة، فأنتم مفتاح قضايانا ورمز عودة كرامتنا..
نستطيع تكوين ائتلاف واسع من المنظمات والتحالفات والاتحادات الاجتماعية والمنظماتية والفعاليات الحقوقية والاعلامية للدفاع عنكم محليا ودوليا..
نستطيع ان نجيب كل دعوة وفعالية تضامنية معكم بحماس وتفاعل وتفاؤل..
نستطيع الكتابة عنكم والتظاهر الكترونيا من اجلكم وايصال صوتكم الى كل انحاء الكون..
نستطيع اقناع الجزيرة والعربية والاعلام الدولي تبني قضيتكم ونقاش معاناتكم..
نستطيع ونستطيع ونستطيع..
نعم يا صلاح .. نستطيع..
#‏الحرية_للصحفيين_المختطفين